حين يتحدث سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإن الإمارات كلها من يتحدث.. تضع النهج وتنير الطريق، بكلمات موجزة خرجت من القلب، لتستقر في القلوب.
كانت كلمات سموه أمس الأول في افتتاح دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص بمثابة دستور، رغم حروفها القليلة، فاختزل فيها شرف الإمارات باستضافة هؤلاء الأبطال، ووجّه رسالة للعالم بأنه لا مستحيل مع الإصرار والعزم، وأن الإرادة هي التي تصنع الفارق.
كما كانت كلمات سموه - هو من هو- حافزاً لهؤلاء الأبطال من كل دول العالم، حين أكد أنهم مصدر إلهام للجميع، وأنه مع كل شعب الإمارات يشجعهم ويفخر بعطائهم، ووجّه إليهم التحية لعزمهم وهمتهم للوصول إلى القمم.
كان بادياً على سموه أنه سعيد جداً بالوجود في هذا المحفل، وهي سعادة ارتسمت على محياه الكريم، وتدفقت بشراً وضياء على كل الحضور، الذين تفاعلوا مع حفل الافتتاح الأسطوري، الذي ازدان بحضور سموه، وكلماته التي ألهبت الحماس، وبلا شك سيكون لها أثرها في إقبال الجميع على المنافسات ودعم هؤلاء الأبطال.
ليس خافياً على أحد أن الرعاية الكريمة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منافسات الدورة، هي ركيزة النجاح الأولى، وهي رعاية لها مدلولاتها، وتصب في مصلحة أصحاب الهمم الذين يفتخرون بأيادي سموه التي تظلل كل شعب الإمارات كالسحاب، يتقاطر خيراً وعزاً وفرحاً.
ردود الفعل التي أعقبت حفل الافتتاح أمس الأول، أكدت استثناء الإمارات في صياغتها للأحداث، كما أكدت الدور الكبير الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في صياغة واقع جديد لأصحاب الهمم، يتمنى القائمون على رعايتهم أن يكون نهجاً لكل دول العالم، وما قاله تيموثي شرايفر، رئيس الأولمبياد الخاص العالمي، جاء ليؤكد الحقيقة نفسها، فقد أشاد بجهود سموه في دعم هذا الحدث الإنساني النبيل.
ليس بسيطاً ولا عابراً أن تختزل «سي إن إن» رؤيتها لافتتاح الدورة العالمية، بأنه يرسم ابتسامة على وجه العالم، والتأكيد على أن أبوظبي تصنع واقعاً جديداً لأصحاب الهمم، ودعوة العالم لمراقبة هذه التجربة، وأن يلمس التغيير القادم من أبوظبي، والتأكيد على أن رحلة التقدم الحقيقي في هذا الملف الإنساني إنما هي هدية الإمارات وأبوظبي للعالم.. كلها معانٍ ومكاسب ليست عابرة، لكنها - كما قلنا قبلاً - بمثابة إرث تضيفه أبوظبي وقادتها إلى هذه الفعالية العالمية، والأهم إلى هذه الفئة التي جاءت إلى أبوظبي، لتعود بعدها لواقع جديد - حتماً- لن يظل كما كان، وسيبقى عطاء أبوظبي، هو العنوان.

** كلمة أخيرة:
وحدها أبوظبي بداية جديدة.. وحدها الإمارات تصنع المعجزات