هي عالمية حتى وهي ساكنة، هادئة.. هي عالمية بمن فيها وما فيها.. هي درة التاج وضوء الشمس وثريات العمر.. هي الباسطة ذراعيها وأكفها للعالم.. تضيف إلى منجزاته منجزات، وتتألق على أرضها البطولات.
اليوم، يتجدد الموعد على أرضنا مع تحدٍ جديد.. دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، برعاية كريمة من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تطل من بابنا للمرة الأولى على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتزداد توهجاً على أرضنا بمشاركة قياسية لم تحدث من قبل، من خلال مشاركة 200 دولة للمرة الأولى، في تاريخ هذه التظاهرة العالمية، بزيادة 28 دولة دفعة واحدة، تبدأ كتابة السطر الأول من أحلامها على أرض أبوظبي.
المكاسب كثيرة وفوق الحصر، تتمثل في استضافة أكثر من 7 آلاف و500 لاعب ولاعبة، وأكثر من 3 آلاف مدرب وإداري وحكم ومنظم، لكن المكسب الأكبر يتمثل في إرساء قيمة «التسامح» التي جعلناها عنواناً لعامنا وأيامنا وحياتنا قاطبة.. المكسب الأهم أن يطالع العالم تجربة الإمارات الثرية مع أصحاب الهمم بالذات، الذين يعيشون في الإمارات بعطاء لا محدود يرعاه قادة عظام، ويجسدونه مبادرات وتوجيهات وقرارات.
تشارك الإمارات في الدورة بأكبر وفد على مدار تاريخها الرياضي في هذه المنافسات، وفي مختلف الألعاب البالغة 24 لعبة، ما يعكس حرصاً على أن نكون على منصات التتويج، لكن المنصة الأهم بأيدينا نحن.. المنصة الأهم هي التي سيتم تسليط الضوء عليها في 350 ساعة بث تلفزيوني على أهم المحطات العالمية، وعلينا أن نبدو كما نريد وكما نتمنى، وكما يليق بأرض زايد الخير والعطاء والسلام.
الدعوة لحضور المنافسات ودعمها وإنجاح الدورة، ليس مردها - أبداً- العطف على هذه الفئة التي تكابد مصاعب وتحديات تخوضها بروح البطولة، ولكن من أجلنا نحن، فهؤلاء الأبطال هم أبناؤنا، وما تفعله الدولة معهم، يفوق كثيراً ما نفعله نحن في بيوتنا، وعلينا في المقابل أن نظهر امتناننا لهذا العطاء السخي الذي يتواصل ليل نهار، والذي جسده سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإيقاد شعلة الأمل للدورة، وهي خطوة كانت لها دلالاتها ومضامينها، وأكدت أن أصحاب الهمم في قلب وعقل القيادة، وأنهم محظوظون بدعم سخي يجعلهم شركاء في مسيرة التنمية للوطن، وليسوا مجرد رقم في خطة.
كلي ثقة في قدرة أبوظبي وأبنائها على تقديم دورة تمثل إرثاً جديداً للبشرية، وقيادة الألعاب العالمية إلى قمة جديدة لم يصل إليها من سبقونا.. سيحدث ذلك لأن الفعاليات لدينا أكثر من منافسة.. هي رسالة.. نحن نفعل ما نحب لذلك ينتهي كما نحب.

كلمة أخيرة:
أبوظبي.. العالم كما يجب وكما يتمناه العالم