دوري خليجي مشترك
طرحت في فترات سابقة فكرة الدوري الخليجي المشترك ولكن لم تلق الفكرة حقها من الدراسة بل لم تدخل إلى مرحلة الجدية في المناقشة والطرح ولذلك تم وأدها وهي في مهدها وظلت تداعب أحلام مواطني دول مجلس التعاون بين الحين والآخر حيث أصبحت كل مباراة تجمع فريقين خليجيين هي عبارة عن ديربي خاص يجدد الفكرة ويعيد لها الذكرى.
وهذا الأسبوع سيكون لنا موعد مع التاريخ عندما تقام خمس مباريات تجمع فرقاً إماراتية بنظرائها من السعودية لتكون أشبه بدوري خليجي مصغر وفرصة لعشاق اللعبة هنا وهناك لمشاهدة تحدٍ له طعم مختلف ومشهد ينتظره الجميع، وهو صراع بين الدوري السعودي ونظيره الإماراتي وبين صفوة الفرق هنا وخيرها هناك.
واعتباراً من يوم الثلاثاء وعلى مدى ثلاثة أيام ستقام هذه اللقاءات حيث تلتقي فرقنا الأهلي والجزيرة والعين والوحدة مع الفرق السعودية الهلال والأهلي والشباب والاتحاد وهذه المباريات ضمن دوري أبطال آسيا، ويوم الخميس يلتقي الوصل مع النصر السعودي ضمن بطولة مجلس التعاون للأندية، فهذه اللقاءات التي تقام تحت إطار تنافس رياضي مشروع ولكنها تجمع الأشقاء بالأشقاء وبغض النظر عن النتائج فهي تقرب بيننا وتجعلنا في لقاء دائم.
ومن جهة أخرى، أتمنى أن تكون هذه اللقاءات فرصة لإعادة إحياء فكرة الدوري الخليجي المشترك بحيث يتم التفكير فيها بشكل جدي هذه المرة وطرحها للرأي العام للنقاش والدراسة واستعراض إيجابياتها وسلبياتها وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع.
ففي ظل التطور الهائل الذي يجتاح القارة الآسيوية وما تحققه فرق شرق القارة من إنجازات حيث احتكرت هذه الفرق لقب دوري أبطال آسيا في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الصعود المتكرر لمنتخبات هذه الدول إلى كأس العالم فيما تشهد البطولة المقبلة غياب المنتخبات الخليجية للمرة الأولى منذ عام 1978، يجب أن تشهد الساحة الخليجية خطوات جادة من أجل اللحاق بالركب.
في ظل وجود ما لا يقل عن 40 إلى 50 فريقاً خليجياً محترفاً قابلة للزيادة وبما تملكه هذه الدول من إمكانات مادية بالإضافة إلى قيادات لا تبخل في دعم الرياضة بهذه الدول ومؤسسات حكومية وخاصة قادرة على دعم هذا المشروع، وإذا أضفنا إلى هذه الأمور قرب المسافة بين هذه الدول والتشابه الشديد إلى درجة التوأمة، تبقى الفكرة جديرة بالبحث والدراسة.
في الختام:خليجنا واحد كانت وما زالت شعاراً فمتى يتحول إلى قرار؟.