ترسم المعالم الثقافية هوية الدول، وتحدد ملامح صورتها الحضارية، وتنّوع مجتمعها وإسهاماته في الحضارة الإنسانية على مدار القرون الماضية.
يشكل قصر الوطن الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويفتح أبوابه أمام الجمهور اليوم تحفة معمارية فريدة، ومنصة ثقافية جديدة لزوار الإمارات الذين يتدفقون إليها على مدار العام، ويبرز دور دولة الإمارات في نشر التراث الفكري العربي والمحافظة على الإرث الحضاري والإنساني.
سيجد الزائر لقصر الوطن نفسه في أيقونة فنية يحفها الجمال من كل جانب، ويشتم رائحة التراث الثقافي والحضاري في «بيت المعرفة»، تلك المنارة الثقافية والعلمية التي تسلط الضوء على العصر الذهبي للحضارة العربية، وتستحضر إسهاماتها في مختلف مجالات المعرفة الإنسانية. أما مكتبة القصر فتمثل ذاكرة الوطن، وتشمل المصادر المعرفية والمراجع المختصة بالجوانب التاريخية والجغرافية، ومراحل تطور الإمارات خلال العقود الماضية، إذ ستكون مكتبة القصر وجهة الباحثين والمؤلفين الراغبين في دراسة التجربة التنموية الإماراتية والتعرف على تاريخ حضارتنا العريق.
وكما تولي الإمارات اهتماماً بالتاريخ والمعرفة، فإن قطاع الفنون يحتل مكانة متقدمة في أولويات الثقافة الوطنية، ويتمثل ذلك في تدشين «مكتبة الصفا للفنون والتصميم» بإمارة دبي والتي جاءت ثمرة مبادرة من سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون بهدف دعم الهيئة للاستراتيجية الوطنية للقراءة 2026.
تعد «مكتبة الصفا للفنون والتصميم» إضافة نوعية تثري المشهد الثقافي والفني في الدولة، وتغيّر المفهوم التقليدي للمكتبات بتصميمها الفريد، ومعارضها الفنية، ومساحاتها الإبداعية المخصصة للمصممين والمعماريين والفنانين الناشئين والتي تفتح الآفاق أمام المواهب المحلية لعرض إبداعاتهم الفنية أمام الجمهور. توفر المكتبة أيضاً مجموعة واسعة من الكتب والمصادر في مجالات الفن والتصميم مثل الفنون الجميلة، هندسة العمارة، الخط العربي، الموسيقى، فنون الأداء وغيرها.
وكما تحتفي الإمارات بالإبداع والفن، فإنها تستضيف فعاليات فنية عالمية أثبتت نجاحاتها على مر السنوات الماضية، من أبرزها بينالي الشارقة الذي افتتح فعالياته صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. تميّز بينالي الشارقة في دورته الـ14 بمعارضه الفنية التي جمعت طيفاً واسعاً من الأعمال التي شارك في إنجازها أكثر من 90 فناناً من مختلف دول العالم، وهو ما يمثل إنجازاً جديداً في استقطاب الحركة الفنية الإماراتية المزيد من الاهتمام العالمي.