بناطيل الجيل الطالع، كانت ضيقة فقبلناها صاغرين، وكانت “برمودا” فاستسغناها مكرهين، وكانت عريضة من الأسفل، فقلنا: لا بأس بها، ما دامها ساترة، ثم كانت واسعة كالخرج، فقلنا: الله يريحهم، ويهدىء بالهم، حتى جاءت الناصلة، ففزعنا من أمرنا، وقلنا: إنها “النازلة” البنطلون الناصل، البنات يردن من ارتدائه إظهار “التاتو” الأولاد يلبسون بناطيل ناصلة ليش! - أن يكتب عليك في ذاك الظهر الساكنة ريحه، أن تعطب عجلة سيارتك فتبرك، والعجلة الاحتياط في مثل تلك السيارة ذات الدفع الرباعي موجودة تحت أحشائها، معلقة من عرقوبها، وعليك أن تقوم بإنزال الاحتياط، واستبدالها مكان المعطوبة، ثم عليك أن تزاحي المعطوبة، وتحملها على صدرك حتى تركبها السيارة، كل ذلك وأنت لوحدك ودون معونة، وتريد في الوقت نفسه ألا ينزل غضب الدنيا عليك، وتكمل نهارك مبتسماً! - المدفع المجسم، المعضل، البعيد عن الفن، والموجه إلى صدر العاصمة، إلى متى سيبقى جاثماً على صدور محبي المدينة الذين يتمنونها أن تكون الأجمل والأمثل والأحلى دون خوف من فوهة المدفع الغاضبة؟ أما كان من الأجدر أن يرمي المدفع “جنينه” صوب البحر، ماذا فعلت به المدينة الوادعة ليرميها بشرر؟ - يعني أن يخالف الواحد في يوم فرحة المرور بأسبوع المرور ثلاث مخالفات، عدها صاحبي ساعتها أنها كبيرة عليه، ثقيلة على نفسه، فقال لي: معقول.. يعني، فقلت له: أنت تماماً مثل شخص حرقت شغالته المستعجلة كندورته الجديدة من دخون صباح العيد، وسرق بعض الصبية المحرومين نعاله الجديدة بعد صلاة العيد، ورجع البيت ليضحي فوجد كبشه قد نطح الجدار، وأنكسر قرنه. هذا هو حال صاحبنا الذي رشّوه بثلاث مخالفات مفتتحين به أسبوع المرور الخليجي: حزام السلامة، استخدام النقال، عدم ترك مسافة، وتمنيت أن يزيدوه الرابعة إذا كانوا يقدرون، عدم لبس الغترة والعقال بشكل لائق يوحي للآخرين بثقة واضحة، ومسؤولية جادة، وغير متهور في الطريق العام! - قبل بناء جسر السعديات.. لو سألنا الكثيرين: مواطنين ومقيمين، وقبلهم طلبة، وطالبات مدارسنا ومعلميهم، كم تبعد جزيرة السعديات عن جزيرة أبوظبي، وأعطيناهم أربعة خيارات، 20 كلم، 35 كم، 18 كم، 500 متر فقط، فالأرجح أن أربعة من أربعة مسؤولين لن يتوصلوا إلى الجواب الصحيح أنه نصف كيلو متر فقط.. هكذا تفعل الجسور.. تقصر المسافات، وتقرّب القلوب!