إذا كنا بالأمس تحدثنا عن استخفاف التاجر الهندي وكيل الأرز البسمتي' سنارة' بأجهزة حكومية وشعبية ليفرض السعر الذي يريد لسلعته، فإننا نجدد اليوم طرح مسألة أسعار الأدوية عندنا والتي تباع بأثمان تصل الى 63ضعفا من واقع الحملة التي تقوم بها 'الاتحاد' لكشف خفايا ما يدور في دهاليز تجار الأدوية، وقد حاول وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الصحة في حديثه للصحيفة الثلاثاء الماضي التقليل من فوارق الأسعار السائدة للأدوية في البلاد، مطمئنا بأن الوضع تحت السيطرة، وكلنا يعرف عدم ثقة الجمهور بمثل هذه التصريحات، خاصة من مسؤول آثر أن يكون في اجازة مع بدء تطبيق قرار الوزارة بتسعير الأدوية تاركا السوق يغلي بما فيه·
في الحالتين أي حالة مورد' السنارة' وكذلك في موضوع أسعار الأدوية يتكشف دور 'مافيا الوكلاء' السلبي للغاية عندنا، الذين لا يقنعون بهامش معقول للربح·
ونحيي هنا الجهد الذي بذلته الهيئة العامة للخدمات الصحية في أبوظبي لإعداد الدراسة التي كشفت حجم الاستغلال البشع الذي تمارسه هذه'المافيا' بحق كل انسان يجد نفسه بحاجة للدواء وجعله بعيدا عن متناول يده، ويتطلع الجميع لأن يرى الضوء قريبا المشروع الطموح الذي تسعى له الهيئة بإنشاء شركة جديدة تتولى توفير الأدوية لذوي الدخل المحدود بأسعار معقولة في إطار سعيها للتخفيف من معاناة الناس ومما يجري للمرضى منهم اليوم من ابتزاز و'مص دماء' على يد هذه ' المافيا'·
كما نأمل أن تؤتي حملة' الاتحاد' اُكلها ونتائجها في ردع هؤلاء ووقفهم عند حدهم بوقفة حازمة رادعة لإدراك أن التلاعب بأسعار سلع حيوية لا يقل خطورة عن اللعب بالنار·