تغيير المفاهيم
منذ سنوات تم افتتاح مشروع القرية العالمية كوجهة عائلية مؤقتة للترفيه والتسوق، ومع الوقت ومع نجاح المشروع بدأت القرية تفتتح أبوابها لفترة طويلة كل عام، وصارت وجهة سياحية وأحد معالم السياحة العائلية في دبي.
في العام الماضي وحده استقبلت القرية العالمية أكثر من خمسة ملايين زائر، وهذا العام قد يزيد العدد عن هذا الرقم، ففكرة القرية رائعة، وتعد فعلاً نقطة تلاقي لثقافات العالم، وتتميز بالمنتجات المختلفة من العالم.
نعم، صارت القرية العالمية أحد المزارات المهمة للعائلة عند السفر إلى دبي، واستطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً خلال السنوات الماضية، ولكن..!!
الانتقال من فكرة افتتاح القرية لفترة قصيرة كل عام، إلى الافتتاح شبه الدائم طوال العام، لم يقابله تطور في فكر الخدمات داخل القرية، أي أن القرية العالمية لم تعد وجهة مؤقتة، بل صارت مثلها مثل الوجهات الأخرى في دبي، وبسبب حرارة الصيف ولأنها مفتوحة، فهي تغلق أبوابها خلال الأشهر ذات الحرارة المرتفعة.
على سبيل المثال لا تزال الحمامات العامة ودورات المياه داخل القرية عبارة عن «كرافانات» متحركة غير ثابتة، وزيارة واحدة للقرية ستجد الطوابير الطويلة أمامها من مرتادي القرية لقلة عددها، أما عن مستواها فهو لا يتناسب أبداً مع وجهة سياحية داخل دبي، التي اعتدنا أن نجد فيها الجودة في كل شيء، خصوصاً مع الزيادة الأخيرة في أسعار الدخول.
ولا أدري لماذا لم يتم حتى الآن بناء حمامات ثابتة وبأعداد تناسب الزوار، ويكون مستواها في مستوى المراكز التجارية في دبي، لتقدم خدمات أفضل للرواد.
كما أن القرية بحاجة إلى بناء مساجد دائمة بدلاً من المساجد المؤقتة الحالية، لتوفر راحة أكبر للمصلين من الزوار.
وغير ذلك من الأشياء التي يجب أن تتغير داخل القرية العالمية، فقد تغيرت مواعيد التشغيل السنوية، بينما لم تتغير معها مفاهيم الخدمات، فهي ليست تلك الوجهة المؤقتة التي لا تحتمل بناء خدمات ذات مستوى لائق، بل صارت القرية العالمية وجهة ثابتة في مكانها، وتستقبل الزوار والسياح والعائلات المحلية، والعائلات من الدول الخليجية، ولا أعتقد أن مكانها سوف يتغير قريباً.
لذلك أرجو أن ننظر بشكل مختلف للمكان، وأن نغير مفهوم الخدمة داخله، وأن يصبح مستواها لا يقل أبداً عن الأماكن الكبرى التي تستقبل أعداداً كبيرة من الزوار، مثل المراكز التجارية والوجهات الترفيهية الأخرى في دبي.
هذه الملاحظات نذكرها لأن القرية العالمية كتجربة نعتز بها، ونتمنى لها الارتقاء إلى الأفضل، والاستمرار كمشروع وفكرة ناجحة.. وأرجو أن نجد استجابة قريبة.
وحياكم الله..
رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
a_thahli@hotmail.com