غريب أمر الحساد والحاقدين وأعداء النجاح، فبدل استغلالهم الفرص من أجل الحصول على المعرفة والفائدة، تراهم يضيعون وقتهم وجهدهم في متابعة نجاحاتك من أجل انتقادها، والتهجم عليها، وليس التعلم منها، فالحاقد عدو نفسه، والنار تأكل نفسها، عندما لا تجد ما تأكله، بل إنك تجدهم مشغولين بتتبع السلبيات والتنقيب عنها من أجل تسجيل مكتسبات وهمية، حتى لو كانت تلك السلبيات مجرد تفاهات تعكس تفاهة فكرهم وعقولهم الصغيرة. قد لا تلتفت لأمثال هؤلاء ولا تشعر بهم، لأنك منهمك في العمل، في السباق، فالناجحون لا تؤثر في مسيرتهم تلك التفاهات، فالقطار السريع لا توقفه الحصيات المتناثرة من جنبات الطريق، وقطار النجاح لا يتوقف إلا في المحطات الاستثنائية، غير أنه يرحب بمن أراد الركوب لأن طلب النجاح مشروع، والمشاركة في نجاح الآخرين أمر محمود، فالخير يعم والشر يخص. وفي زمن التسابق من أجل التميز، ليس هناك وقت للالتفات إلى ما قد يقوله الآخرون، فالقافلة تسير بثقة أكبر، والكلاب ستستمر بالنباح ما دام النجاح يتحقق كل يوم على أرض الواقع، وحتى إن كان إرضاء الناس غاية لا تدرك، فإن الإمارات تسعى لعكس تلك المقولة وإبطالها، بل تسعى لإسعاد الناس وليس مجرد رضاهم. الإمارات اعتادت أن تبهر العالم كل يوم بأفكارها المبتكرة، بمبادراتها وإنجازاتها من أجل خير البشرية وصنع الحضارة الإنسانية، لم تعد تبهر العالم فقط بأبراجها وعصريتها وبالرقم واحد في كل شيء، بل هناك فكر يتشكل يسعى العالم إلى اللحاق به، هناك سباق قطعنا فيه أشواطاً تخطينا فيه غيرنا، قد نكون وصلنا إلى القمم، لكن البقاء فيها يحتاج إلى همم، إلى جهد وبذل وعطاء، وهذه مهمتنا جميعاً كمواطنين نعيش على أرض هذا الوطن المعطاء، مهمتنا ألا نركن إلى ما حققنا ونكتفي ونقف، فنحن في سباق مستمر، والعالم يتطور باضطراد، ونحن اليوم ننافس العالم بأسره من أجل التميز، لأننا حملة حضارة وبناة حضارة، تغير المفاهيم وتلغي الصور النمطية. نحن نستمد إنجازاتنا من تاريخنا العريق ومن إرثنا العربي الإسلامي، وتلك حقائق لا تتغير ولا تتبدل، مهما تغيرنا وتطورنا، ومهما وصلنا إلى العالمية، أو تمازجت الثقافات على أرضنا. كل هذه النجاحات التي تحققها الدولة تعكس الجهد الدؤوب والمتواصل الذي تبذله القيادة الرشيدة من أجل رفعة هذا الوطـن وعزته وكرامته، ومن أجـل المواطن والمقيم على أرضه، ومن أجل مسـتقبل مشرق واضح مبني على رؤية استشرافية سديدة، الله يحفظ هذا الوطن وأهله وقيادته. bewaice@gmail.com