«عبدالرزاق حمدالله صعب، صعب.. ووجوده في منطقة الـ 18 فيلم «رُعب»، كان هذا رأيي، وما زال كذلك.. حتى أولئك الذين يجهرون بالقول «أنه عادي جدًا، وبارع في التمثيل وليس في اللعب» لا يقولون الحقيقة أبدًا، هم يعلمون يقينًا في ما تخفيه صدورهم أنه هداف استثنائي، ويمكنه وحيدًا أن يفوز ببطولة لفريقه «فعلها الموسم الماضي مع النصر، جعله يصعد منصة التتويج بـ«كأس الدوري»، وهذا الموسم عاد مرة ثانية وفعلها، صعد به على منصة تتويج أخرى، رُفع فيها «كأس السوبر» ذهبًا لامعًا يسرّ المشجعين».. وبالنسبة لي هو واحد من أفضل عشرة مهاجمين أجانب مروا على كرة القدم السعودية.
لكن، هل يبيح هذا كله للاعب المغربي أن يكون أكبر من نادي النصر، أن يظن بأن بقاء «العالمي» في دائرة المنافسة، وفوق منصة الذهب رهين بارتدائه القميص رقم تسعة، وأن غيابه أو رحيله سيُدخله في غيبوبة الخسائر، وسيمحوه مستقبلًا من سجل الأبطال، وسيجعل رقبته أقصر وأصغر من أن تُعلَّق عليها الميداليات الذهبية؟!..
«لا» كبيرة، وكبيرة جدًا هي الإجابة الوحيدة والمناسبة لكل هذه الأسئلة!
النصر كان وما زال وسيبقى عملاقًا بتاريخه وببطولاته وبرجاله وجمهوره، وبأساطيره من اللاعبين الذين نفثوا الضوء في روحه، ووزعوا الابتسامات في وجوه جماهيره، وملأوا مدرجاته بالفرح.
وقبل أن يأتي الهداف عبدالرزاق إلى النصر، كان الأصفر البراق بطلًا للدوري مرتين متتاليتين، وزاد عليهما بكأس ولي العهد (حدث ذلك قبل ثلاثة أعوام فقط) وبوجود أربعة لاعبين أجانب وليس ثمانية.
ما فعله عبدالرزاق خطأ.. وما فعلته الإدارة خطأ أيضًا، ولهذا سيكون التصحيح شاقًا على الكل.
أخطأ المغربي حين ظن بأنه فوق الأنظمة واللوائح، وأنه غير قابل للعقاب، وأن من حقه أن يسرح ويمرح ويذهب ويجيء متى شاء طالما أنه يسجل الأهداف ويقطف النقاط ويضعها في سلة الفوز.. وأخطأت الإدارة حين تعاملت مع الأمر بتصرف افتقد للخبرة، وخالطه تسرع ينضح بالتعنت والعناد.
كانت معركة بين طرفين يريد كل منهما أن يثبت بأنه الأقوى والأبقى والأهم.. والنتيجة: خسر الجميع!
حمدالله ليس بريئًا تمامًا، في دفاتره قصص غضب جمة، نتج عنها ردات فعل عنيفة أو صادمة أو مزعجة، قبل أشهر نشر المركز الإعلامي بالنادي خبرًا ذكر فيه غياب اللاعب عن التدريب، وأنه «بسبب وعكة صحية تمر بها والدته»، فرد على الخبر عبر حسابه في «انستجرام» بأنه «غير صحيح، وأن من كتبه (كاذب)»!
إدارة النصر أيضًا ليست بريئة تمامًا، في دفاترها قصص «إنكار» جمة، وهو ما اُفسره بانعدام الرؤية، وخلط العام بالخاص، ووجود أكثر من مستشار يضرب بعضهم رأي بعض.
هناك أيضًا طرف ثالث «غير بريء أبدًا»، لكنه خارج الإدارة، يدير المشهد وبعض المؤدين فيه بطريقته من دون أن يترك وراءه بصمة واحدة، لكن رائحته تملأ المكان، قد ينجو من الاتهام الصريح، لكنه موجود في دائرة الشك، موجود بشكل واضح يكاد يكون يقينًا.. «أظن» أنه لا يريد بالنصر خيرًا، ربما من صالحه أن ينهار كل شيء ليبقى هو واقفًا، شاهقًا، شامخًا - أقول: «أظن».. وليس كل الظن إثم -.