هو عيد باروت المدرب المواطن لفريق الإمارات. وبداية أقول إن الحديث عن هذا المدرب لا يحمل في طياته أي مجاملة؛ كونه يحمل صفة مدرب مواطن، فلا مجال عندنا لمجاملة أحد أيا كان على حساب الحقيقة، وباروت وما فعله مع فريق الإمارات لفت انتباهي كما لفت انتباه الآخرين، وآخر كلمات الإشادة بهذا المدرب كانت أشبه بشهادة لإمكاناته من مدرب بحجم براجا البرازيلي الذي يقود الجزيرة بجدارة منذ موسمين، حيث قال براجا إن فريق الإمارات لا يستحق الهبوط، وكان ذلك في أعقاب مباراة فريقه الأخيرة أمام الإمارات في أبوظبي، وهي المباراة التي ذاق فيها الجزيرة الويل قبل أن يخرج فائزا بثلاثة أهداف مقابل هدفين في نهاية المطاف. وحقيقة الأمر، أن باروت لم ينجح فقط في إعادة الثقة لفريقه، أي أن دوره ليس مجرد كلمات معنوية يقولها للاعبين قبل المباريات، ورغم أهمية هذا الجانب الذي ينجح فيه المدرب المواطن أكثر من الأجنبي؛ كونه ابن البلد ويعرف طبيعة لاعبيه، إلا أن عيد باروت قام بما هو أهم، والأهم يتمثل في قدراته الفنية التي انعكست على الفريق وعلى أدائه القوي من خلال خطط لعب متوازنة ومن خلال تشكيل اختلطت فيه العناصر الشابة مع أصحاب الخبرة، ومن خلال توظيف واضح جدا لإمكانات اللاعبين الأجانب على وجه الخصوص. ولعلك تسأل: إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يستطع الفريق المحافظة على تقدمه بهدفين أمام الجزيرة في المباراة الأخيرة؟، وعلى الفور أقول لك إنها في النهاية مسألة قوة، فالفريق الأقوى هو الذي يفوز في نهاية الأمر، مهما كانت قدرات المدرب -أي مدرب- ولا أحد من الممكن أن يدعي أن إمكانات لاعبي الإمارات أفضل من إمكانيات لاعبي الجزيرة، مع كل التقدير والاحترام لفريق الإمارات، والذي أحدث الفارق هو مشاركة لاعبين أراهما من أهم العناصر الصاعدة في كرة الإمارات، وهما سلطان برغش وعلي مبخوت، فهذان اللاعبان هما اللذان أنقذا الجزيرة ورقبة براجا في هذه المباراة الفاصلة، التي لو كان الجزيرة خسرها لكانت كارثة لا تحتمل. هذا الكلام الذي أقوله عن إمكانات مدرب مواطن هو يستحقه، ولن يتغير في الأمر شيء على الأقل بالنسبة لرأينا حتى لو هبط فريق الإمارات، وللأسف ورغم وجود مدرب أثبت قدراته مع الظفرة في العام الماضي ومع الإمارات الذي يعيد اكتشاف إمكاناته هذا العام، إلا أن ثقافتنا تحرمنا دائما من الاعتماد بصورة أساسية على بعض مدربينا المواطنين الذين أثبتوا قدراتهم، ولسنوات طويلة ستظل للأسف هذه الثقافة سائدة، فيوم أن نتكرم على المدرب المواطن نتعامل معه بمفهوم الحل المؤقت أو بمفهوم مدرب الطوارئ الذي يتولى المهمة لبعض الوقت ثم يرحل حتى لو حقق إنجازات تصعب على بعض المدربين الأجانب. آخر الكلام يترقب الناس مباراتين، إحداهما ستقول كلمة مسموعة في معركة الهبوط وهي مباراة الإمارات والشباب برأس الخيمة وموعدها بعد غد الجمعة، أما المباراة الثانية فكلمتها ستكون مسموعة في معركة الصدارة وهي مباراة العين والوحدة المقرر لها 9 أبريل القادم في الجولة الثامنة عشرة من عمر الدوري أحياكم الله. وفي النهاية، أقول لباروت.. ليس معنى الإشادة أننا نساندك في مباراة فريقك مع الشباب .. نحن على الحياد .. ونتمنى الفوز للفريق الذي يستحق.