منذ بداية العام الماضي 2013، وأسواق المال تواصل استعادة ثقة المستثمرين، مع عودة نشاطها، بعد أن تجاوزت مجموعة من الهزات التي تعرضت لها خلال سنوات الأزمة المالية، وأصبحنا نرى المؤشرات الخضراء، وهي تسود الأسواق، مع أحجام تداول قوية ناتجة عن السيولة المدعومة بالأجواء الإيجابية. واللافت هو أن هذا التحسن يأتي هذه المرة مدعوماً بسيولة محلية، فيما أصبح تأثير السيولة الأجنبية أقل حدة عن سنوات سابقة، ففي الوقت الذي نرى فيه الأجانب يبيعون، نجد سيولة محلية تدخل للشراء لتمنع السوق من الانزلاق إلى مستويات متدنية، ولعل هذه نقطة إيجابية من شأنها أن تدعم الأسواق في حال استمرارها. ما يبدو جلياً هو أن أسواقنا تستعيد عافيتها، ولكن من المهم أن يكون المستثمرون على قدر من الحذر من أي تقلبات قد تحدث في أي وقت، خصوصاً أن هناك جيلاً من المستثمرين الجدد، الذين لم يعاصروا الأسواق المالية في الفترات التي سبقت الأزمة المالية العالمية وخلالها، وبالتالي فقد يكونون الطرف الأضعف الذي لا يملك اطلاعاً كافياً على خبايا السوق، ويصبحون عرضة أكثر من غيرهم للتأثر بالشائعات والمعلومات غير الدقيقة، التي يحقق من ورائها البعض من كبار المضاربين و«الهوامير» مكاسب مليونية. أعتقد أننا ونحن في هذه المرحلة نحتاج إلى بعض الإجراءات للحد من الشائعات وبعض التسريبات التي يتم تداولها في الأسواق، ويبدو أن البعض يستغل طول المهلة الممنوحة للشركات للإفصاح عن نتائجها السنوية لنشر معلومات غير دقيقة والتأثير على بعض الأسهم، وبالتالي فنحن بحاجة لإعادة النظر في هذه المهلة. الجيل الجديد من المستثمرين عليه أن يتبع الأسس والقواعد في الاستثمار بالأسواق المالية، فمن المهم تجنب القرارات السريعة و«المتهورة»، ومن الضروري وجود قدر كافٍ من الإلمام بأعمال الشركات ونتائجها قبل شراء أسهمها، ويبقى الأهم من ذلك هو أن يدركوا أن هذا النوع من الاستثمار يتسم بأنه سريع التحرك، فمثلما أن هناك مكاسب سريعة، فقد تكون هناك خسائر سريعة أيضاً، ومن الضروري تنويع الاستثمار حسب الفترات الزمنية، خصوصاً أن الاستثمار طويل الأجل قد يكون الأفضل في ظل المؤشرات الاقتصادية بالدولة، ما ينعكس على الشركات المدرجة بالأسواق المالية. أسواقنا المالية تمتلك مجموعة جيدة من المحفزات الإيجابية، فبدءاً من نتائج الشركات وتوزيعات الأرباح، إلى الترقية على مؤشرات «مورجان ستانلي»، والأجواء الإيجابية التي صاحبت فوز الدولة باستضافة «إكسبو 2020»، إضافة إلى التحسن في الاستقرار السياسي بالمنطقة، ولكن المستثمرين الجدد مطلوب منهم أن يكونوا على قدر من اليقظة، فلا يوجد صعود دائم، ولا هبوط مستمر. hussain.alhamadi@admedia.ae