من يطالع صحف الأمس يتصور أننا نعيش في ولاية شيكاغو الأميركية التي تصورها الأفلام الأميركية ايضاً على انها مرتع للجريمة والعصابات المنظمة، فمن أم القيوين إلى دبي ثم عجمان فالشارقة وأخيراً الشهامة رائحة الدم تفوح من المكان وتزكم الأنوف التي تعودت على تنسم رائحة المودة والتكافل بين البشر·
لا أعرف سببا لهذه الجرائم البشعة والتي استهدفت عدداً من الأنفس البريئة، وقدمت صورة شاذة في مجتمعنا الذي لا يعرف العنف ولا آمن به في يوم من الايام، وعلى الرغم من بشاعة الجريمة المروعة التي هزت الوجدان بقتل هذا الشيبة السبعيني في العوير وذبح جسده النحيل على أيدي عصابة إجرامية بنغالية فإن جريمة اخرى لا تقل عنها بشاعة تصدرت الصحف ومزقت نياط القلب بقتل هذا الشاب الرياضي الذي تربصوا له على باب بيته ولم يقرؤوا السلام بل انهالوا على جسده الرياضي تمزيقا بالسكاكين والسواطير في صورة تعيدنا الى عصر الغاب·
أما الجريمة الثالثة فهي تلك الجريمة التي راحت ضحيتها عين شاب في مقتبل العمر على أيدي آخر أو آخرين من الشباب في منطقة الشهامة في صورة ايضا ترصد الانفلات الذي تعاني منه بعض الأسر وغياب دورها التربوي بل وغياب جميع أدوارها في المتابعة والرقابة لهؤلاء الأبناء، لايزال شاب الشهامة يتلقى العلاج في العناية المركزة بأحد المستشفيات ولاتزال دموع أسرته تأكلها الحسرة على مصيره·
هذه الجرائم وغيرها لا تحتاج الى مؤتمرات صحفية من عينة تلك المؤتمرات التي تعودنا عليها من الربع والتي تبدأ بنجاح الفريق الأمني في ضبط الجناة في أقل من 24 ساعة، و48 ساعة وهو معدل قياسي على الصعيد العالمي، نقول لسنا في حاجة الى هذه المؤتمرات التي يتصدر فيها اخواننا الطاولة وتتصدر صورهم الصحف وأجهزة التلفاز·
بل نحن في حاجة لمؤتمر علمي يحدد الأسباب ويضع اجابات واسعة لسؤال صغير اسمه لماذا حدث ذلك، يحلل من خلاله الخبراء والمتخصصون الأسباب التي قادت هذه العصابة من البنغاليين الذين يعمل بعضهم في بيوت على صلة ببيت المجني عليه هنا نحن أمام حالة تهم الجميع فهذه الطوابير من العمالة الوافدة الفقيرة التي تنتشر في مئات البيوت وتطلع على أسرارها في حاجة لمن يرصد عيون الحرمان لدى بعضهم فهؤلاء وإن كان بعضهم تظهر من ثناياه الطيبة الا ان نظرات الحرمان تظل قاسما مشتركا في تعامله تجاه الآخرين، وهي صورة لا تخفى على أحد، ويمكن للزائر للدولة ملاحظتها منذ وضع قدمه في سيارة تاكسي يقودها سائق آسيوي·
لسنا هنا بصدد تحليل المضمون لهذه الجرائم التي ظل نفر من الأمنيين يبشروننا بأنها جرائم وافدة على مجتمعنا الى ان زادت معدلاتها بصورة ملحوظة خلال الفترة الماضية، بل وزادت أعداد الجرائم التي يرتكبها بعض المواطنين ايضا ومنها هذه الجريمة التي حدثت في أم القيوين وتلك التي حدثت في الشهامة وغيرها مما حدث منذ أيام في الفجيرة وعجمان وهكذا نحن أمام واقع علمي يقول: ليس للإجرام وطن، وغداً نواصل·