استغاثوا فلبينا، نعم استغاث الأشقاء السوريون المنكوبون والمهجرون والمشردون النازحون الفارون من ويلات القصف والقتل والذبح والسفك والاعتداء والترويع والتعذيب والتنكيل، والزج بالسجون، المستنجدون من الجرائم النكراء التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه الأعزل.
استغاثوا فلبت الإمارات، وشعبها، والمقيمون على أرضها، النداء، فهذه الإمارات دائما وأبداً سباقة في فتح أبواب الخير، والأمل للشعوب التي تعاني ويلات الحروب والكوارث الطبيعية، والحملة التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بالأمس تحت عنوان “استغاثوا فلبينا” تجسد القيم الإنسانية التي تربى عليها شعب دولة الإمارات العربية المتحدة منذ القدم انطلاقاً من تقاليده العربية الأصيلة لنجدة المحتاجين، فكيف وهذه الوقفة مع أخ وشقيق تربطنا به أواصر الدم والمصير المشترك، والشعب السوري الذي اضطر مرغماً لترك قراه ومدنه فراراً من جحيم الموت يحتاج من أمته إلى وقفة تعينه على الظرف الصعب الذي يعيشه الآن، خصوصاً وأن الأحداث التي تشهدها سوريا منذ حوالي عام أفرزت نزوحاً غير مسبوق لهذا الشعب، الذي كان يستقبل على مدى عقود مضت نازحين من دول شقيقة ويقدم لهم كل العون والمساعدة.
ودولة الإمارات العربية المتحدة بهذه الوقفة الإنسانية تتطلع إلى نجدة إخواننا في الإنسانية والعروبة والدين ومساعدتهم، وتتطلع أيضاً إلى أن تكون هذه الحملة مثلاً يحتذى به للجميع في تقديم المساعدة والعون لأشقاء لا ذنب لهم سوى أنهم أرادوا أن يفروا بأرواحهم بعيداً عن رصاص الموت الذي لا يفرق ولا يرحم ويعيشون اليوم ظروفاً إنسانية صعبة في مخيمات لجوء سواء على الحدود التركية أو في المملكة الأردنية الهاشمية ولبنان في ظل طقس لا يرحم وموجات صقيع قاسية وتساقط ثلوج وأمطار مستمر، أدى إلى جرف أحد مخيمات النازحين السوريين على الحدود التركية.
وتضم “الاتحاد” صوتها إلى صوت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في مناشدة قوى المجتمع الخيرة للمشاركة في فعاليات هذه الحملة الإنسانية لبلوغ غاياتها النبيلة من خلال الوقوف بجانب الأسر والعائلات السورية التي وجدت نفسها بين ليلة وضحاها تحت السماء والطارق وفي العراء، لا ماء ولا غداء ولا مأوى، والواجب الإنساني يحتم علينا، كل قدر استطاعته، أن يهب لنجدتهم، وتقديم كسرة خبز، وشربة ماء لهم، وما يعينهم على ظروفهم الصعبة إلى أن يكشف الله سبحانه وتعالى عنهم الغمة ويعيدهم إلى ديارهم التي تركوها سالمين غانمين.
وقد وفرت هيئة الهلال الأحمر العديد من منافذ التبرع في المناطق التي يرتادها الجمهور كما أتاحت التبرع عبر حسابات في البنوك ورسائل نصية عبر الهواتف المتحركة، حتى تتيح لكل فئات المجتمع في الدولة مد يد العون والمساندة للأشقاء من النازحين السوريين.
الحملة انطلقت أمس وتستمر ليوم الغد إن شاء الله، وكلنا أمل، ورجاء، في نجاحها، ومساندة أشقائنا السوريين، ونصرتهم، والوقوف إلى جانبهم في محنتهم، ومصابهم الكبير.


m.eisa@alittihad.ae