اعتباراً من اليوم، تصحو كرة الإمارات على عصر جديد، مع مجلس إدارة منتخب لإدارة رابطة المحترفين، هي كانت رابطة في السابق، ثم تحولت إلى لجنة، واليوم تعود إلى مسمى البدايات، ويجب ألا نسأل لماذا تحولت، ويجب ألا نستفسر لماذا عادت، كل هذه شكليات لا تشغلنا، فقد تكون مضيعة للوقت والجهد والفكر، وليس علينا سوى أن نتسلح بالأمل، أن تكون انطلاقة جادة من أجل صناعة كرة قدم محترفة وحقيقية.
الآمال كبيرة والأحلام كثيرة، وكرة الإمارات التي أكملت 12 عاماً وهي محترفة كما يقال، تستحق واقعاً أفضل من الذي تعيشه، لا بد أن يكون المنطلق الذي يبدأ من خلاله مجلس الإدارة الجديد والمنتخب رحلته التي سوف تتواصل لمدة 4 سنوات، الريادة في الاحتراف كما تقول الرؤية والرسالة التي تصدرت تقرير الإنجازات الذي تم إعلانه في ختام الخطة الاستراتيجية السابقة.
العديد من التحديات التي تنتظر المنتخبون خلال المرحلة القادمة، ونحن والجماهير لا ننتظر كلاماً إنشائياً منمقاً كما جرت العادة، نريد تغييراً حقيقياً نلمسه بأيدينا، ونراه بأم أعيننا، نريد أن نشاهد صناعة كرة قدم محترفة تليق بنا، ونريد مستويات عالية تتناسب مع حجم الأموال التي ننفقها، كما نبحث عن إعادة الجماهير إلى المدرجات، وتسويق اللعبة والترويج لها، بما يضمن زيادة مداخيل الأندية، والبدء في مرحلة الاعتماد على الذات.
نطلب منهم زيادة التدقيق على المعايير التي يضعونها، ويريدون من الأندية تطبيقها، كما يجب أن تكون هذه المعايير متماشية مع متطلبات اللعبة محلياً، وتساهم في الارتقاء بها على صعيد الأندية واللاعبين والإدارات، وهم من يشكلون العملية الاحترافية بأضلاعها المختلفة.
أتمنى ألا يكون دور مجلس الإدارة المنتخب هو ملء الفراغات في الأجندة، وضمان بداية الموسم وختامه، وإقامة مسابقاته بسلاسة ويسر، فهذا دور الإدارة التنفيذية، وكانت تقوم به لجنة المسابقات وسكرتيرها الفني في أيام الهواة، بل من المفترض أن يكون دور المجلس هو رسم السياسات، وتحديد الاستراتيجيات، ووضع الأهداف البعيدة، وتعزيز العمل المؤسسي في الرابطة.
نثق كثيراً في قدرة عبدالله ناصر الجنيبي رئيس مجلس إدارة الرابطة، وفريقه المنتخب على تحقيق النقلة المنتظرة، والقفزة المطلوبة، ونريد تغييراً شاملاً في الفكر والمنهاج، نريد أن نشعر بالفارق، والخروج من عنق الزجاجة، والتخلص من علاتنا المزمنة، وسواء كانت لجنة أو رابطة، كل هذا لا يهم، فالمهم إصلاح أخطاء الماضي، وإعادة صناعة كرة القدم.