شوف بريطانيا وين.. وشعوب العالم الآخر وين، بالأمس احتفلت بريطانيا بمناسبة الذكرى الستين لتولي الملكة اليزابيث الثانية البالغة من العمر المديد 85 عاماً، بجلوسها على عرش الإمبراطورية البريطانية، متوجة رأسها بالتاج الملكي المرصع بـ 1333 فصا من الألماس، وبجانبها الزوج فيليب الذي تجاوز أزمته القلبية، وتجاوز التسعين من عمره، وإن أمتد حكمها لعام 2015، فإن الملكة إليزابيث الثانية سوف تنتزع من جدة جدها الملكة فيكتوريا الرقم القياسي في طول عمر الملك متربعاً على العرش الأمبراطوري، رغم أنه تفكك، وبدأت الشمس تغيب عن تلك الأمبراطورية التي لا تغيب عادة عنها الشمس، بل وصارت تحتجب، وحلت محلها رابطة دول “الكومونولث” المؤلفة من 54 بلدا، لكن الملكة قامت بأداء القسم من جديد في خدمة بريطانيا وشعوبها لآخر العمر، وزارت مبنى بلدية قديم اعتادت أن تتفقده، وصفوف روضة من رياض الأطفال، وتركت البريطانيين يحتفلون بطريقتهم، ويعبرون بانفعالاتهم الخاصة، بهذه المناسبة التي أجمعوا على أنها مناسبة عظيمة لبريطانيا، فصحيفة الـ”تايمز” عنونت صفحتها بـ”الحكم الاستثنائي لملكة في أوج شعبيتها”، أما صحيفة الـ “فايننشال تايمز” فكتبت “60 عاماً وما من عثرات”، أما الـ “دايلي ميرور” فنعتت الملكة بأنها “أم الأمة، وصخرة من الكرامة والحكمة”، وقال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني “الثاني عشر” الذي يعمل مع الملكة: مهنئاً جلالتها، ومقدراً دورها في تولي المسؤولية، ومرجحاً الأمر إلى “عزة نفسها وقيادتها الهادئة”، فيما أشار رئيس أساقفة كانتربوري إلى أنها تعتبر “مصدر إلهام كبير لكل الناس”، كذلك تحتفي بريطانيا أيضاً هذه الأيام بمرور 200 عام على ولادة كاتبها المبدع تشارلز ديكنز في مدينة بورتسموث جنوبي إنجلترا، عام 1812، والذي توفي عام 1870، بعدما قدم روائع في الأدب الإنجليزي ما زال بعضها يعرض حتى اليوم ويعاد إنتاجه تلفزيونياً وسينمائياً مثل “أوليفر تويست” و”قصة مدينتين” و”ديفيد كوبرفيلد” و”جريت اكسبكتيشنز” (الآمال الكبرى) و”كريسماس كارول” (ترنيمة عيد الميلاد) و”نيكولاس نيكلبي” وقد وصف الأمير تشارلز الذي شارك في هذه الاحتفالية الأديب ديكنز بأنه “أحد أعظم كتاب الأدب الإنجليزي”، تقولون ليش هذا الكلام؟ وبعضكم يقول: طيب ندري! أريد أن أقول: أنظروا فقط للاستقرار عند الشعوب العربية، وماذا يصنع؟ نحن من 200 سنة ألتعن أبا أبا أجدادنا، وما صنعوا، وما حلموا، وما حاولوا أن يبنوا، أقول: 200 انقلاب عسكري، 200 حرب خاسرة، 200 مليار جنيه أسترليني” أتمصخر، بس هذا حدي في العد الحسابي” ضاعت في مشاريع وهمية، وحربية، ومقاومة، وتنموية، ومثلها وأكثر، مضروبة برقم من ستة أصفار، نهبت للصالح الوطني، وسرقت من أجل الوطن وأبنائه الكادحين، وتبعثرت فدى لكرامة الوطن وترابه المقدس، 200 عام ولا تجعلوني أكفر بالعروبة، لو حكمتنا بريطانيا لكنا أكثر أستقراراً، وأحسن حالاً، وأوفر تعليماً!


amood8@yahoo.com