عندما يأتي الحديث عن الأهلي المصري، نسمع جملة تتكرر كثيراً، وهي الأهلي فوق الجميع، ورغم عدم صحة هذا المنطق وعدم صحة هذا الادعاء، لأنه لا يوجد فريق في العالم، مهما كبر ومهما نال من البطولات (فوق الجميع)، ولكن الكلام بالمجان، ومن السهل على القائمين على الرياضة هذه الأيام تصدير الكثير من الأفكار والشعارات التي لا قيمة لها وشحن الجماهير بها حتى أصبح الجميع في الساحة الرياضية يردد هذه الشعارات وأصبحنا لا نفرق بين حديث المسؤول ومنطقه، وبين تطبيل المشجع وسطحية تفكيره، وبين سذاجة بعض الأقلام في المنتديات، وهي معذورة لصغر سنها ولتعصبها لأنديتها وتصديقها كل ما يقال عن ناديها إن كان إيجابياً ومساندتها ودفاعها عن أخطاء النادي، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، والمهم لديها هو أن يبقى الأهلي فوق الجميع؟ محلياً أخاف أن يأتي اليوم الذي يستورد فيه ناد كبير كالأهلي الإماراتي هذه المقولة ويحاول زرعها بشكل أو بآخر في مجتمعنا الرياضي، وأخشى أن نساهم جميعاً في بثها دون وعي أو تفكير في مدى خطورتها، فنحن من حيث لا ندري بدأنا التنازل عن المبادئ الرياضية وأصبحت الأمور لدينا كلها أساليب ملتوية، ولكنها أصبحت مباحة ومسموحاً بها وبمباركة الكثير من الجهات الإعلامية فأصبح النفخ والتهويل والتطبيل وأصبح تمرير الخطأ، بل والإشادة به (على عينك يا تاجر)، فأصبحنا نعطي للأندية أسماء غير أسمائها، وفيها التهويل والمبالغة الكثيرة، ولأن الساحة الرياضية صارت خليطاً من كل شيء وطغى الفكر السطحي على الكثير من الأفكار والآراء السديدة فغابت الرياضة الحقيقية وبرزت أساليب بعيدة كل البعد وبرز لها أشخاص يباركونها ويؤيدونها، بل يجتهدون في الدفاع عنها وكله بثمنه، فالمطبلون يقبضون الثمن والساحة الرياضية، والرياضة الإماراتية تدفع أغلى ثمن· الرياضة ليست هي النادي الذي أشجع ولا اللاعب الذي أفضل، بل الرياضة أكبر من هذا وذاك، ولكن لأننا في الإمارات صرنا نقدم النادي على كل شيء وندافع عن مصالح أنديتنا سواء كانت على حق أو على باطل، وصرنا نختار أعضاء الاتحادات ونشترط فيهم خدمة ناديهم أولاً وليس كرة بلدهم، وصار الخاص أهم من العام، والكل يبحث عن مصلحته على طريقة أنا ومن بعد الطوفان ، فلابد أن تنتشر بيننا مقولة الأهلي فوق الجميع، لأن هدف الجميع في ساحتنا الرياضية المحلية أن يكون فوق الجميع، ولا يهم فوق من يكون؟ فوق الأندية الأخرى أم فوق الاتحاد المحلي أم فوق الاتحادات القارية، ويمكن أن يأتي اليوم الذي يحاولون فيه إقناعنا بأننا فوق الفيفا، وكل هذا نتاج طبيعي لوضع خطأ ولطغيان مبادئ مغلوطة تقدم النادي على كل شيء أو كما روج الإعلام الأحمر المصري (الأهلي فوق الجميع)· أخيراً هي ليست أزمة طائرة ومقاعد، بل هي مصلحة بلد ومنتخب يجب الابتعاد عن المساس بها، ويجب إعادة صياغة الفكر الرياضي من جديد ويجب تلقينه لإدارات الأندية التي قد تكون نسيت بأن المنتخب فوق الجميع وليس النادي الفلاني أم اللاعب الفلاني، وللجميع أقول إنها ليست فقط إدارة الأهلي، بل أغلب الإدارات في أنديتنا تطبق نفس المنطق وتختلف في التنفيذ فقط·