الكلمة التي ألقاها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في القمة الحكومية أمس لم تكن عادية بالنسبة لأهل الاقتصاد، فقد حملت إجابات على تساؤل كان يراود الكثيرين، وربما الجميع، فما الذي سيحدث في اليوم الذي ستقوم فيه دولة الإمارات بتحميل البرميل الأخير من ثروتها النفطية في ناقلات النفط، بعد حوالي 50 سنة؟. هذا السؤال كان يجول في صدور الكثيرين منا، ومن أهل الاقتصاد، فهل سنحزن عندها، وما هي المرحلة التي ستلي مرحلة النفط، هل سنعاني وقتها، وهل سنحزن على نفاد هذه الثروة، وما هي التحديات التي ستواجهها الدولة في تلك الظروف؟. ورغم الكثير من التحليلات والتعليقات التي تحدث بها أهل الاقتصاد حول توقعاتهم بهذا الشأن، لكن إجابة سمو الشيخ محمد بن زايد كانت في غاية العمق، وتنم عن إصرار وعزيمة قيادة الإمارات بصناعة مستقبلها، فجواب سموه تلخص في أننا لن نحزن يومها، بل سنحتفل بتصدير آخر برميل من النفط، هذا الرهان من سموه، يحمل في طياته الكثير، فهو لا يعني سوى شيئاً واحداً، وهو أن مسيرة البناء ستستمر بكل قوة وإصرار، وسيتواصل الاستثمار في التعليم وتنمية مواردنا البشرية، مع تنويع البناء الاقتصادي وغيرها من عوامل نجاح الدولة. قد يكون الكثيرون رأوا ولامسوا النجاحات التي حققتها دولة الإمارات في المجالات الاقتصادية المختلفة، ولكن الأهم هو أن هذه القمة كانت فرصة ليتأكد الجميع أن هذه النجاحات لم تأت بمحض الصدفة، ولكن هناك رؤية عميقة، وعزيمة وتخطيط وراء هذه النجاحات. ما نستطيع قوله اليوم، هو إنه لا خوف على اقتصادنا، ولا خوف على إماراتنا، فالبناء الذي تقوم عليه دولة الإمارات صلب وراسخ في الأعماق، رضي من رضي، وأبى من أبى.. وسفينتنا تواصل إبحارها بعون الله، وتستمر مسيرتها نحو المزيد من التقدم والنجاح.