تابعت مباراة الوصل والنصر بكثير من الاهتمام.. كان الفضول يأخذني لمعرفة الحالة الجديدة التي أصبح عليها النصر بعد التعديل.. والفضول لم يكن بسبب الترصد لا سمح الله.. بل من أجل الاطمئنان على مسيرة ناد كبير كان في يوم من الأيام ملء السمع والبصر.. وهو الموقف نفسه الذي نتبعه مع الأهلي.. فإذا كنا نتهم أحيانا بأننا نقسو فإننا نعترف بذلك.. لكنها القسوة الإيجابية إذا جاز التعبير من أجل التحريض على العودة.. فمن كان يصدق مثلاً أن يسقط الأهلي هذه السقطة الكبيرة في ظل أشهر قليلة تحول فيها إلى الضد.. ولأنه في عالم الرياضة يبقى شيئاً غريباً ونادراً لذا كان لابد من القسوة.. والأمر نفسه كان شبيهاً في غرابته بالنصر.. فالفريق الذي اعتقد قبل بداية الموسم أنه ذاهب للبطولة وجد نفسه مهدداً بالهبوط. في مباراة الوصل، أعتقد أن الفريق النصراوي حقق ما هو أهم وبكثير من التعادل ومن حتى الفوز لو كان قد حققه.. والأهم في تقديري أننا شاهدنا فريقاً حقيقياً له مقوماته.. يستطيع الثبات كما هو حال فرق الكرة.. وأعتقد وهذه وجهة نظر شخصية أن النصر قد تجاوز المحنة وعرف طريقه أخيراً بعد أشهر من الضياع لأسباب كثيرة لا داعي لذكرها لأن النصراوية أدركوها.. وطالما أنهم أدركوها فقد جاء المردود أخيراً.. وقد تسألني هل معنى ذلك أن النصر لن يتراجع وأنه من الممكن أن يفوز مثلاً في مبارياته القادمة؟ وأقول نعم هو لن يتراجع، ونعم يستطيع أن يحقق الفوز كأي فريق آخر له مقوماته وله شخصيته، وإن كان هذا لا يمنع من الخسارة، كما لا يمنع من الفوز. أصبح أداء فريق عجمان مثيراً للإعجاب والأسى في نفس الوقت.. فالذي يبدي إعجابه يعقب ذلك بكلمة “لو”.. وهذه الكلمة ليس لها محل من الإعراب في الرياضة.. وتستطيع أن تقول إنه لولا ما حصل لما كان ما يحدث الآن.. بناء فرق كرة القدم ليس بالأمر السهل.. والأموال التي هي لب عملية الاحتراف لا تساوي شيئاً إلى جانب نقص الخبرة والتجارب.. قدر فريق عجمان أنه سيهبط لأن الوقت لن يسعفه ورغم ذلك يقدم أداء قتالياً وبطولياً وهذا يعني أن الفريق قد شفي من مرض الخوف من الهبوط وهذا ليس هيناً.. وأقول دون أن يغضب أنصار النادي إنه في حال هبوطه سيعود سريعاً لكن عودته ستكون مختلفة.. وأرشحه لأن يكون من الفرق القادرة على الثبات بدوري المحترفين في المستقبل القريب. كنت أخشى على الوحدة من نفسه في مباراته أمام الظفرة في أعقاب خسارتين متتاليتين في «الآسيوية».. بخاصة أن الثالثة كانت في الدوري الذي تفرغ إليه الفريق إجبارياً وليس اختيارياً.. لقد كانت الأقدار رحيمة به في هذه المباراة تحديداً.. أما الظفرة فقد قلت سابقاً أتمنى أن لا يندم على تفريطه في المدرب وفي المدافع كينث.. ولا زلت عند رأيي. حسناً فعل اتحاد الكرة عندما جمع رؤساء اللجان القضائية الأربع لاجتماع استعراض آلية العمل أمام الصحفيين.. إنه من الاجتماعات المهمة نظراً لحساسية عمل هذه اللجان وكانت المحصلة غنية.. ويكفي الاعتراف من الأقطاب الأربعة بوجود قصور في اللوائح.. وبوجود عدم تغير في عقلية إدارات الأندية مع النظم الاحترافية، “كيف نطالب اللاعبين بالتغير ونحن كإداريين لم نتغير”؟.