كنت وما زلت ضد مفاهيم وثقافة نظرية المؤامرة· أجدني مدفوعاً نحو النوايا الحسنة الطيبة إلى أن يثبت العكس· بالأمس فقط، وجدت نفسي غصباً عني ضد المبدأ·· نعم ''حليت'' في عيني نظرية المؤامرة ورحت أغوص في معانيها وأتلذذ بكل الاستنتاجات والافتراضات الناتجة عنها· هذا الحب المفاجئ لنظرية المؤامرة السبب فيه الإخوان في لجنة المسابقات باتحاد الكرة·· أو قل اتحاد كرة القدم نفسه حتى لا نحمل هذه اللجنة كل المسؤولية وربما تكون مغلوبة على أمرها·· وأغلب الظن أنها كذلك!· القرار كان من المفترض أن يتخذ مساء أمس الأول بحق الحارس المعتدي على الحكم ماجد ناصر في مباراة فريقه أمام الجزيرة في الدوري· القرار لم يتخذ وأجل إلى يوم 9 من الشهر الجاري أي إلى يوم الثلاثاء بحجة استدعاء المراقب والحكم الرابع للاسئناس برأيهما وتقريرهما· فجأة أصبح الحكم الرابع جزءاً من القضية وأصبح القرار لا يكون صحيحاً ومضبوطاً إلا بالمراقب·· بالرغم من أننا في أحداث كثيرة سابقة وبالرغم من أن دور المراقب فيها كان أساسياً على عكس هذه الواقعة·· لم نأخذ برأيه ولم يهمنا لا من بعيد ولا من قريب· في هذه الواقعة تحديداً كان الأبطال فيها ثلاثة نجوم هم: الحارس الهمام كابتن ماجد·· والحكم خالد الدوخي، والمساعد ''المضروب'' سعيد الحوطي· هذه العناصر الثلاثة انحصرت فيها القضية مع كل الاحترام لعناصر أخرى هامشية تطلب الحكم الرابع أو المراقب· تأجيل القرار كان لدوافع أخرى غير هذه·· لأن مثل هذه القرارات لا تؤجل أسبوعاً كاملاً بحجة الحكم الرابع!· ومثل هذه القرارات لا بد وأن تؤخذ؛ لأن اللاعب المعتدي أمامه مشاركة مع المنتخب الوطني والجزاء هنا لا يتجزأ ما بين ناد ومنتخب فالإيقاف لا بد وأن يطوله هنا وهناك· يوم ''''9 الذي أجل إليه القرار سيكون المنتخب قد أنهى مباراته الأولى أمام فيتنام وستكون الصورة قد أصبحت واضحة بشأن فرصتنا للاستمرار في تصفيات كأس العالم· بالمناسبة، من الخطأ في مثل هذه الظروف مشاركة اللاعب سواء أكان أساسياً أو احتياطياً·· واللاعب سوف يتأثر سواء اتخذنا العقوبة الآن أو أجلناها· في مثل هذه الأحوال يا سادة مفيش أحسن من الصراحة·· لا أحد عنده استعداد الآن لأن يستهين بذهنه أحد أو يضحك عليه·· أو يسوق إليه تبريرات مكشوفة ومفضوحة· إذا كان اتحاد الكرة قد خرج علينا، وقال إنه لن يعاقب اللاعب الآن لأنه يريده في المنتخب كنا سنضرب له تعظيم سلام بالرغم من اختلافنا معه· أما تسيير الأمور بهذه الضبابية وبهذه الصورة التي فيها التفاف فهو أمر لا يليق لا بالمرسل ولا بالمستقبل·