وعامر هنا مبني للمعلوم، تقديره «عامر شفيع» أو «الحوت» الأردني الذي ذاد عن عرينه بكل بسالة واقتدار أمام «الكنجارو» الأسترالي، في ليلة لا يمكن أن تنساها بطولة «الإمارات 2019»، عندما نجح بني ياسين في إسقاط الأستراليين، بينما أكمل عامر شفيع المشهد، وتصدى بكل بسالة لكل محاولات الأستراليين، حتى الدقيقة الأخيرة، في غزو المرمى الأردني.
ويبدو أننا على موعد مع تكرار مشهد بطولة 2004 و2011، عندما قاد عامر شفيع منتخب بلاده إلى الدور ربع النهائي، وأكد «النشامى» أن الروح القتالية العالية قادرة على تذويب الفوارق الفنية، حتى لو كان المنافس حامل اللقب الآسيوي، وأحد سفراء القارة في نهائيات «مونديال روسيا 2018».
ولعلها المرة الأولى التي يفوز فيها «النشامى» على منتخب غير عربي في تاريخ مشاركاتهم في النهائيات الآسيوية، كما أن حارسهم الذي يشارك في البطولة للمرة الرابعة، ويبلغ من العمر 37 عاماً، أثبت أن العمر مجرد رقم، وأن الإنجازات لا تتحقق إلا بالعزيمة القوية، مهما كان عمر البحث عنها.
وقدم «الفدائي» الفلسطيني أيضاً درساً في البذل والعطاء، عندما انتزع أول نقطة له في تاريخ البطولة، بتعادله السلبي مع شقيقه السوري الذي لم يرجح كفته أحد «العمرين» السومة وخريبين، وبرغم أن «الفدائي» أكمل المباراة بعشرة لاعبين، منذ الدقيقة 68، بعد طرد لاعبه محمد صالح بالإنذار الثاني، إلا أنه أبلى بلاءً حسناً، وكسب نقطة غالية، من شأنها أن ترفع معنوياته في مباراتيه أمام الأردن وأستراليا، لعله يكسب المركز الثالث على الأقل الذي قد يمنحه إنجازاً تاريخياً بالتأهل إلى الدور الثاني.
والدرس الثالث كان أبطاله نجوم «الفيلم الهندي» الذي أبهر الجميع في العرض الأول باستاد آل نهيان، وبرباعية رائعة تصدر المنتخب الهندي المجموعة الأولى في جولتها الأولى، وجمع ما بين جودة الأداء والنتيجة، ناهيك عن تصدر لاعبه سونيل قائمة الهدّافين برصيد هدفين، وبات المنتخب الهندي حديث كل آسيا، بعد أن اعتقد الكثيرون أنه سيكون «حصالة المجموعة»، قياساً بضآلة خبرته الآسيوية، ونسي هؤلاء أن الكرة الهندية تعيش مرحلة انتقالية، بتطوير الدوري الهندي، وتوفير كل سبل النجاح له، والأهم من ذلك الاهتمام غير المسبوق بالناشئين والشباب، مما يعني أن الهند عقدت العزم على أن تكون دولة كروية، بعد أن هيمنت رياضة الكريكيت على كل اهتمامات الهنود طوال السنوات الماضية.
×××
أقل ما يقال عن فوز الهند برباعية على تايلاند، أنه كان «فوز سبايسي»!