مهرجان سلطان بن زايد التراثي
اختتمت يوم أمس في منطقة سويحان فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي، والتي أقيمت برعاية ومتابعة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، وكان لحضور سموه اليومي أبرز الأثر في إذكاء منافسات المشاركين، واستقطاب حضور لم تثنهم المسافات أو أحوال الطقس وتقلباته عن متابعات مسابقات وأنشطة المهرجان التي انطلقت في الثاني من فبراير، وعلى مدى نحو أسبوعين، كان ميدان الأصايل محط أنظار ومتابعة عشاق الرياضات التراثية من داخل الدولة ومن دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة. وكذلك السياح وزوار البلاد الذين تدفقوا على المكان، للتعرف على صورة من صور التراث الغني والمتنوع على أرض إمارات المحبة والعطاء. والذي تحظى كل مفردة فيه باهتمام خاص من لدن قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، امتداداً لنهج أرساه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والذي أسس لجملة من المبادرات والفعاليات لإحياء التراث الإماراتي الأصيل بمختلف صوره عامة، وسباقات الهجن خاصة، جرى معها إقامة أول سباق للهجن العربية الأصيلة في المنطقة، ورصدت لها الجوائز الثمينة لتشجيع الملاك على اقتناء أجود سلالات الإبل. كما كانت الإمارات- وانطلاقا من تلك الرؤية- سباقة كذلك في تنظيم مزاينات الإبل، جعلتها اليوم تتصدر خارطة المزاينات على مستوى المنطقة الخليجية و العالم.
ومن زار الفعاليات التي أقيمت على هامش المهرجان، يدرك حجم النشاط التجاري والاقتصادي المرتبط بهكذا أنشطة وفعاليات تراثية. والمرء يشاهد حركة تجارية نشطة، على أمتداد ذلك المكان من صحراء سويحان التي نفضت عن نفسها الدعة والسكون.
كما مثل المهرجان و فعالياته منصة للتواصل بين الأجيال، وهو يحبب إلى نفوسهم رياضات الآباء والأجداد، ويكرس لديهم مظاهر الاعتزاز بالتراث باعتباره من صور الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية. تراث زاخر وثري نجحت الإمارات في تسجيل الكثير من مفرداته ضمن التراث الإنساني العالمي، فخراً واعتزازاً بإسهامات إنسان هذه الأرض في بناء جسور من التواصل مع الحضارات الإنسانية.
وقبل ختام المهرجان تشرفت ومجموعة من الزملاء الإعلاميين بلقاء سمو الشيخ سلطان بن زايد الذي أكد على دور حملة الأقلام في وسائل الأعلام لحفظ «الموروث ونقله إلى الأجيال القادمة، وترسيخه في نفوسهم كجزء من رسالتها الوطنية والتنويرية».
واحتفى سموه بالإعلام ورجالاته، واعتبرهم «شركاء» في إنجاح المهرجان، وإيصال رسالته إلى الجمهور المحلي ونقله للعالم الخارجي إلى جانب العمل على حفظ وصون هذا التراث الأصيل. احتفاءً يعد تعبيراً عن نظرة القيادة الرشيدة للإعلام وتقديرها للكلمة المسؤولة، وهي تحمله مسؤولية الشراكة بكل انفتاح وحرية وشفافية. وقد وفرت له كل الظروف والمقومات والمناخ الصحي ليؤدي رسالته بأمانة واقتدار. واعتناء الإمارات وقيادتها بهذه الفعاليات التراثية، وتسخير كل الإمكانيات والموارد لإنجاحها جزء من الالتزام بالهوية الوطنية، والحفاظ عليها من دون انسلاخ عنها، مهما تحقق من تقدم وعصرنة على مختلف الصعد، تأكيدا لتلك المقولة الخالدة للقائد المؤسس بأن« من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر، ولا مستقبل». فشكراً بو هزاع.
ali.alamodi@admedia.ae