ماذا لو طُبق القانون و«تحوكمت» الأندية فعلاً، وتم تقنين العقود، هذا يعني أننا سندخل في إشكالية قانونية جديدة، وستكون الأسئلة كالتالي: ماذا سنفعل بالعقود السارية العالية القيمة والمتجاوزة للسقف وغير القانونية.. هل ستلغى أم ستستمر؟.. وماذا ستفعل الأندية التي ستتم مطالبتها بالشفافية وعرض كل العقود وكشف «المستخبي»، وهل سيتم اعتبار اللاعب الذي وقع قبل الحوكمة واحتواء الأزمة بالمحظوظ واللاعب الذي سيوقع بعد القانون الجديد بـ «المقرود»!. وأساساً ما هو العقد الذي سيعتبر رسمياً وقانونياً، هل المرفق في سجلات الاتحاد أم العقد الملحق الذي لا يوجد منه إلا نسخة واحدة فقط وهي محفوظة في «خزانة» الأندية!. الأندية في هذه الحالة ستكون بين نارين، إما أن تلغي الحق الأدبي، وترمي العقود الملحقة وغير الرسمية في البحر، أو إنها تستمر في مخالفات اللوائح، لحين انتهاء العقود الحالية، وهذا يعني مزيداً من الغرق!. كنت أتمنى من الأندية صاحبة السيطرة على سوق الانتقالات وهي معروفة في دورينا، أن تتفق ضمنياً بطرح خطة فرضية انخفاض الأسعار والعقود والتوقف عن المزايدة فيما بينها، والتجديد في العقود وفق الظروف التصحيحية التي يجب أن تتكيف معها فعلياً وليس بالشكاوى فقطـ، وبما أنها أندية ريادية مالياً، فإن هذا الاتفاق الضمني سيكون بمثابة السلسلة التي ستجعل الأندية المتوسطة والمتواضعة مالياً من خفض الأسعار، والتوقف عن المزايدة على اللاعبين، لحين التوصل لأسعار وتقييمات جديدة وحقيقية لقيمة اللاعبين، بدل الحالة العشوائية التي نعيشها الآن!. فمن غير المنصف، ومن غير العدل أن نكابر، من أجل بطولة، وأن نواصل بنفس النهج من أجل فرحة قد لا تدوم أسابيع، وبعدها يتورط النادي بكل شرائحه من لاعبين في ألعاب أخرى، ومن مراحل سنية يتم تسريحهم فقط، من أجل ألا تُرتجع الشيكات في البنوك وتصبح بعدها الفضيحة بجلاجل!. هناك ألعاب جماعية وفردية ألغيت ولاعبون وأجهزة معاونة جلسوا في بيوتهم، وهناك موظفون في نصف الموسم الدراسي تم تسريحهم، وهناك هيكلة جديدة إدارية استحدثت فقط للتقليل من المدربين في الأكاديميات والمراحل السنية وكل هذه الخطوات والقرارات تمت فقط، من أجل الوفاء بعقود لاعبي كرة القدم، وما هي المحصلة يا ترى: درع دوري!. عزيزي اللاعب: إذا انتهى عقدك ووصلك عرض مغر من نادٍ آخر بالملايين فلا تصدق، فبعض الأندية حالياً لا تملك سوى الكلام فقط!. كلمة أخيرة إذا دخلت الأندية مرحلة الفكر التجاري لاحتواء الأزمة، فعلى الجماهير أن تتخلى عن عاطفتها قليلاً!.