في بادرة جميلة ذات معانٍ سامية، عززت أسمى معاني الوفاء من مجلس الشارقة الرياضي، بالاحتفاء بعودة أحمد ناصر الفردان من رحلة علاج طويلة، وهو أحد رواد الحركة الرياضية، الذي شغر مناصب رياضية عدة في مسيرتنا الرياضية، بدءاً من نادي الشارقة، مروراً باتحاد كرة اليد، ثم كرة القدم واللجنة الأولمبية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة فمجلس الشارقة الرياضي، وكل الإرث الذي تركه للأجيال القادمة، من حب العمل والتفاني ونكران الذات دعا إليه قيادات العمل الرياضي من مختلف الأجيال من الذين عمل معهم، والذين تتلمذوا على يديه والذين اتخذوه قدوة في مسيرتهم، في واحدة من الأمسيات النادرة، والتي افتقدناها في وسطنا الرياضي هذه الأيام، نتمنى تكرارها.
ورغم اتساع رقعة العمل الرياضي التي تستوعب الجميع ومن مختلف الأجيال، فإن الحساسية المفرطة أبعدت وتبعد الكثيرين من العمل في هذا المجال لتفرد القلة المسيطرة ومحاربة كل الراغبين في العمل، وتكاد أنديتنا تفرغ من محبيها، ومن الذين نحتوا في الصخر في زمن شح الإمكانات في البدايات الأولى.. وفي بعض الأندية لم يعد لهم ذكر في المناسبات الرياضية، ولا يدعون لها، الأمر الذي انعكس على حبهم للصرح الذي عملوا فيه، وحتى أولادهم أصبحوا غريبين عنها، ولم يعد لهم انتماء وتواصل، فهم الذين يرون بأم أعينهم نكران الرعيل الأول، والذين أمضوا سنوات ليست بالقليلة لرفعة شأن هذا الصرح الذي كان يوماً بذرة، وأصبح اليوم كياناً يشار إليه بالبنان.
لا أريد تعميم ذلك على كل الكيانات الرياضية من الأندية والاتحادات، فهناك منها من يكن للرعيل الأول جل التقدير، ويدعون للمشاركة في مناسباتها التي تقام بين حين وآخر، إيماناً منها بأن ما تحقق اليوم هو زرع المخلصين بالأمس، الذين أعطوا بلا منة وعملوا بإخلاص من أجل رفعة كيانهم.. لذلك علينا أن نقدر تضحياتهم مع البدايات الأولى، ونشعرهم بأن تضحياتهم موضع تقدير الجميع مهما بلغوا من العمر، وأينما كان موقعهم فسيبقون في الذاكرة تتذكرهم الأجيال وتقدر جهودهم، وأن المسيرة ماضية بتواصل الأجيال باحتضان الآباء والأبناء والأحفاد تحت مظلة صروحنا الرياضية الشامخة، التي انطلقت في البدايات، وستتواصل بهم ومعهم لغدٍ مشرق لمؤسساتنا الرياضية، وبهم جميعاً نحقق الأمل المنشود في مواصلة العطاء والمشاركة في الإنجازات.. فشكراً مجلس الشارقة الرياضي.