لعل قصة المخرجة كاترين بيغلو، والمخرج الجميل جيمس كامرون أفضل قصة يمكن أن تحكى في يوم المرأة من عدة أوجه، فالمخرجة كاترين بيغلو هي أول امرأة تحصل على جائزة الأوسكار في الإخراج، وثانياً هي زوجة سابقة لمنافسها جيمس كامرون، وثالثاً لأن المنافسة انحصرت في فيلمي الزوجين السابقين، فيلم “افاتار” بميزانيته الإنتاجية الضخمة جداً، نصف مليار دولار، ومردوده من شباك التذاكر، أكثر من ملياري ونصف دولار، محطماً رقم إيرادات فيلم “تايتانيك” للمخرج نفسه، والذي نال عليه جائزة الأوسكار في الإخراج. أما فيلم “نازعو الألغام” أو ما ترجمته “خزانة الألم” أو “ذا هرت لوكير” فقد أنتج بميزانية وصلت إلى 11 مليون دولار، وصور في الأردن، ولم يلق نجاحاً تجارياً، فمردوده من شباك التذاكر لم يتجاوز الـ16 مليون دولار، لكنه حصد جوائز حفل الأوسكار الـ82 الذي أقيم على مسرح كوداك في بيفرلي هيلز في لوس أنجلوس، رغم تساوي الترشيحات لكلا الفيلمين بتسعة ترشيحات، تقدمت فيها الزوجة على منافسها وزوجها السابق بنيل فيلمها ست جوائز أوسكار من بينها جائزتا أفضل فيلم، وإخراج الرئيسيتان، وأربع جوائز أخرى وهي أحسن صوت، وأحسن مكساج، وأحسن مونتاج، وأحسن سيناريو، واكتفى”افاتار” بثلاث جوائز أوسكار عن المؤثرات الخاصة، والإدارة الفنية، والتصوير.? البقية من القصة الحقيقية بين الزوجين المطلقين أن فرحة جيمس كاميرون بفوز مطلقته بالجائزة بدلاً منه، كانت واضحة ولا رياء فيها، فقد غمرته نشوة على الطريقة الأميركية حين يقبض يده ويشدها، ويصيح: “نعم.. نعم.. نعم” لقد طفر حب من عينيه، كان يكنّه للزوجة المنفصلة عنه، طارداً وراء ظهره شدة المنافسة أو الحسد أو حب التشفي أو “والله لأحرق قلبها حرقاً.. أو والله لأجرجرها في المحاكم حتى تقول: التوبة” على رأي المطلقين العرب، وما قد يتمنون أن يفعلوا نكاية، وانتقاماً، حتى ولو كان بينهما درزن عيال! بالمقابل ظهرت كاترين، شاكرة وممتنة لكلمات الزوج السابق، وتشجيعه، والاعتراف بفضله وخبرته وإرشاداته الدائمة التي استفاد منها كل المخرجين، لم تتوتر من حضوره ومنافسته، ولم تظن فيه ظن السوء حين قام أول الجميع وصفق لفوزها، نحن على طريقة بني يعرب لو فكر الزوج مجرد تفكير فقط أن يطلق زوجته، أول شيء بتسويه بتطرش إخوانها يتبعونه في الحارة، وكل واحد “فاتن من قتر” أو يناظر بعين حمراء، وده يتضارب معه حتى لو قال له: السلام عليكم يا أبا نسب! ?كاترين لم تقل لكامرون وللمنظمين: والله إذا حضر ذاك “الخايس” ما حضرت الحفل! تحية للمرأة الحقيقية في يومها الذي أتمنى أن يكون دوماً مثمراً، وتحصد فيه نجاحاتها بعيداً عن جمع المذكر السالم!