قمة الهمم على أرض الهمم
بالأمس أُُسدل الستار على فعاليات الدورة الثانية من القمة الحكومية في دبي ، هذه الدورة التي كانت استثنائية بكل المقاييس حضوراً ومشاركة ومحتوى، إنها كما قال راعي القمة وملهم نجاحها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي
«قمة الهمم» و«قمة أصحاب الهمم» على أرض الإمارات، الأرض التي انشغلت وقيادتها بـ«صناعة الأمل وصناعة الحياة، وصناعة المستقبل، وإسعاد الناس». ومن أرض الهمم العالية انطلقت الأفكار المبدعة، متخذة من القمة منصة عالمية لعرض وتبادل الأفكار والرؤى لتطوير الأداء الحكومي، وتحقيق نقلة نوعية في قطاعات تمس حياة السواد الأعظم من الناس.
كما كانت القمة منصة للتعرف على تجربة تنموية رائدة وناجحة صنعتها إرادة الرجال ذوي الهمم العالية، ونسجت قصة نجاح متفردة، بفضل روح العزيمة والإصرار، ورؤى قيادة آلت على نفسها تحقيق طموحات وتطلعات شعبها. ونجحت في الوصول بإمارات الخير والمحبة لهذا المستوى الذي يجعلها اليوم- وكما قال سموه- تتحول إلى عاصمة عالمية للإبداع الحكومي.
وعلى امتداد الثلاثة أيام الماضية من فعاليات القمة الحكومية الثانية، كنا مع جلسات وحوارات وورش عمل لقادة ومسؤولين من داخل الدولة وخارجها، قدموا عصارة خبراتهم في قطاعات الخدمات الحكومية في قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والنقل والمواصلات، إلى جانب التقنيات الحديثة لخدمة تلك القطاعات. وقد شاركت في أكثر من جلسة من جلسات القمة، حيث كان المرء يقرأ في عيون الضيوف الدهشة والإعجاب لدرجة الانبهار لمستوى الخدمات المقدمة، والتنظيم الدقيق لها في سباق متصل ودؤوب باتجاه المستقبل.
لقد كانت القمة مناسبة أكدت من خلالها فرق العمل والمنظمون قدرة الإمارات ونجاحها في تنظيم وإعداد حدث بهذا الحجم، وتنظيم حركة حشود الحضور والمشاركين الذين ناهزوا الأربعة آلاف مشارك من داخل الدولة وخارجها، ناهيك عن الفعاليات المصاحبة لها، وفي مقدمتها معرض الابتكارات الخاصة، والتي حملت طموحاً إماراتياً للارتقاء بها لخدمة المراجعين بطريقة عملية ومبتكرة، بلغ حد توصيل الوثائق للمتعاملين بواسطة طائرات بدون طيار، وغيرها من الحلول، وكذلك التطبيقات الذكية التي تتمحور كلها حول سرعة وكفاءة الخدمة الحكومية لأجل هدف واحد، إسعاد الناس. وتجسيد تلك المقولة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بأن الحكومة «سلطة لخدمة الناس، لا سلطة عليهم». وقد كان التطبيق عملياً، وعلى أكثر من محور تتقاطع جميعها باتجاه الوصول لمضامين « رؤية الإمارات2021».
وإذا كانت هناك من كلمة أخيرة فهي الشكر والتقدير لكل الجنود المجهولين الذين وقفوا خلف هذه القمة الناجحة، والذين كانوا يصلون الليل بالنهار، حتى تخرج بهذه الصورة البهية المتألقة، كل منهم كان يعتبر نفسه عنصر نجاح للحدث العالمي الآفاق، بدءاً من تنظيم دخول السيارات للمواقف المخصصة، وحتى استقبال الضيوف، ونقلهم والمشاركين إلى القاعات المخصصة لجلسات القمة. كان الكل يعمل بروح الفريق الواحد، وتلك واحدة من أسرار نجاح الفعاليات في إمارات الخير والمحبة، والتي جعل منها أنشودة نجاح متصل، يشهد به القاصي والداني، وارتبط اسم الإمارات وما تحتضن من مؤتمرات ومعارض ومسابقات رياضية وفنية وغيرها، والشكر لكل شريك في النجاح.
ali.alamodi@admedia.ae