تمر بنا هذه الأيام ذكرى مرور خمسة أعوام على الاجتياح الأميركي للعراق، والإطاحة بنظام صدام حسين وبقية المسلسل الدامي المفتوحة حلقاته حتى ساعتنا هذه· ومن يقلب أمر ما جرى من وقائع واحداث سبقت وتلت، ويتابع شهادات شخوص كانت في موقع قريب للغاية مما حدث تبرز أمامه حقيقة دون سواها، وهو ان الذي جرى كان ثمنا باهظا وفادحا بسبب فرد قاده جنون العظمة الا يسمع الا صوته· فمن شهادات السفيرة الاميركية السابقة ابريل جلاسبي وحتى المبعوث الروسي ''الحميم'' يفجيني بريماكوف لم يستمع صدام الا لصوته وصوت حاشية تهز الرأس ولا يسمع منها الا نعم القاتلة، وفي لحظة انكسار بعد كل الذي جرى، وقبل ان يلتف حبل المشنقة حول رقبته، قال لمحققه الاميركي اللبناني الاصل جورج بيرو انه كان مجرد ''خيال مآته'' في منطقة خطرة للغاية، ولم يمتلك اياً مما نسب لنفسه· وفي شهادات التاريخ المبادرة التاريخية الشجاعة التي نادى بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' لإنقاذ العراق واجهضت بفعل فاعل في مؤتمر شرم الشيخ، والجالس في بغداد يسمع فقط صدى صوته وبطانته، والثمن شلالات دم يتفجر ويتدفق في أرض الرافدين· وقد نُسجت طرفة سياسية حول ''نعم القاتلة'' تقول ان حاكم دولة بائسة، لم تجد بطانة السوء من حوله نصيحة له للخروج من الازمة الاقتصادية الطاحنة والفشل الذريع في مواجهات أزمات البلاد، الا نصيحته باستدارج أقوى وأغنى قوة على وجه الأرض إلى الحرب بمهاجمة احدى سفنها لدى عبورها المياه الدولية قبالة سواحل بلاده، فتقوم تلك القوة بالرد عليه واحتلال البلد باكمله، وبالتالي تحل كل مشاكل الفقر والبؤس المزمن· اطرق الرجل برهة من الوقت وبدا كمن يدرس الامر من كافة الاوجه قبل ان يرد عليهم، ''ولكن المشكلة التي تشغلنا هو كيف سنتعامل مع الامر اذا هزمنا نحن اميركا''؟!· وقديما قالت العرب ''صديقك من صدقك لا من صدَقكَ''، واللهم هيئ البطانة الصالحة لكل مسؤول منا وفينا، وقه وقنا شرور ''نعم القاتلة''، انك على كل شىء قدير وبالعباد بصير·