أكبر الحرائق
نحمد الله حمداً كثيراً على لطفه، ونحيي جهود رجال ''الدفاع المدني'' ووزارة الداخلية الذين تقدمهم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية، وهم يتصدون للحريق الهائل الذي شب مساء الجمعة الماضي في ميناء خالد بالشارقة، والذي يعتبر أكبر حريق تشهده الدولة منذ قيامها، فقد استمر لأكثر من 14 ساعة وشاركت في إخماده، إلى جانب مطافئ الشارقة فرق الدفاع المدني من: أبوظبي، والعين، ودبي، وعجمان، وكذلك من القوات المسلحة، وقد تسبب في إغلاق الميناء لعدة ساعات·
لقد قدر الله ولطف وانحصرت خسائر أكبر حريق يسجل في الإمارات على الجانب المادي، ولم تسجل آي خسائر في الأرواح بفضل من الله وللتحرك السريع لرجال ''الدفاع المدني'' الذين قاموا بإخلاء المكان من العمال والموظفين وقطعوا التيار الكهربائي، وسحبوا ناقلة نفط كانت ترسو قرب المكان، كما أغلقوا محطة خاصة للمياه للحيلولة دون تلوث ما تعبئه من مياه· إن وزارة الداخلية ستكون لها بلاشك وقفة حازمة وصارمة من واقع هذه التجربة المريرة التي كشفت عن قصور وعدم التزام بالاشتراطات الوقائية المطلوبة، وقد أكد ذلك الفريق سيف الشعفار وكيل الوزارة بتصريحه عن إجراءات جديدة بحق الجهات والشركات غير الملتزمة باشتراطات ومعايير ''الدفاع المدني'' سواء في المناطق الحرة أو خارجها، وأكد عدم استثناء أي منشأة من هذه الإجراءات· والرأي العام بانتظار هذه الإجراءات الصارمة لتسد ثغرة خطيرة جراء استهتار كثير من الشركات بأبسط قواعد السلامة· وكنت قد أشرت قبل أيام قلائل إلى حرائق الصيف التي تزداد في بعض مناطقنا الصناعية، وسجلت ''صناعية الشارقة'' على وجه التحديد العدد الأكبر من تلك الحرائق· إن الدور الكبير الذي تقوم به أجهزة وزارة الداخلية ينبغي أن تستشعر معه بعض هذه المنشآت قدراً من المسؤولية نحو حماية المجتمع، وهو أمر غير قابل لأي تهاون أو تساهل من قبل الدولة، كما يجب إلا يكون موضع عبث بعض التجار لأجل توفير دراهم معدودة·