سبحان الله.. هذا الذعر الذي يعيشه العالم، سببه فيروس لا يمكن رؤيته حتى بالمجهر الضوئي، قطره من 10 إلى 300 نانو متر، وحتى تعرف ماذا يعني ذلك، فإن المليمتر الواحد يحتوي على مليون نانو متر.. هذا «اللامرئي» يترقبه العالم، وأغلقت من أجله مطارات وحدود ويخسر العالم كل يوم مليارات.
الرياضة ليست بمعزل عن حالة القلق العالمية، فقد تم منع الجماهير من حضور دوريات، أبرزها الدوري الإيطالي الذي سيقام عدد من أبرز مبارياته دون جمهور، وكذلك الدوري العراقي، فيما أوقف الأشقاء في الكويت المسابقة ويدرسون عودتها من دون جمهور.
الآثار السلبية تمتد كذلك إلى المباريات الدولية، ومنها التجربة التي ينوي الأبيض خوضها 20 مارس الجاري، وربما تؤثر الأحداث الجارية على فرص اللعب مع منتخبات من شرق آسيا، وهو أمر لن يعاني منه منتخبنا وحده، وإنما كل المنتخبات حول العالم.
جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، تجاوز به القلق حدود المباريات الدولية في مارس والتي أكد أنها تحت التهديد، إلى الخوف من أن تتأثر بطولة أوروبا نفسها، أو حتى دورة الألعاب الأولمبية.
وكان عضو اللجنة الأولمبية الدولية ديك باوند، قد أكد أن هناك مهلة ثلاثة أشهر لتقرير مصير أولمبياد طوكيو 2020، وهي الدورة التي يشارك فيها حوالي 11 ألف رياضي، بخلاف قرابة أربعة آلاف ونصف في المنافسات البارالمبية، ولم يحدث على مر التاريخ أن تم إلغاء دورة ألعاب أولمبية منذ انطلاقها عام 1896 إلا بسبب الحروب.
ما يفعله هذا الفيروس في العالم درس للجميع، فقد كبده خسائر بالمليارات حتى الآن، وكلف بيل جيتس وحده حوالي مليار وربع المليار دولار، ورقم أقل قليلاً خسره مارك زوكربيرج مؤسس فيس بوك، و5 مليارات خسرتها شركات الطيران، بعدما ألغى قرابة 20 مليون شخص رحلاتهم.. المهم أن نتعظ وإذا أعاننا الله على تجاوز هذه المحنة، أن نعتني بالحياة وبالدنيا التي عمرناها فخربناها.
لست متخصصاً لأقول «وماذا بعد» أو لأطرح وجهة نظر بخصوص مجابهة الأخطار، وكلي ثقة في القائمين على الأمر وأننا في وطن يضع ألف حساب لصحة من يعيشون على أرضه ويبذل في سبيل ذلك كل إمكانياته.. ليس أمامي سوى ما أمامكم.. الدعاء أن يحفظ الله دولتنا وأمتنا وأن ينجينا من كل بلاء.

كلمة أخيرة:
المحنة قد تكون «منحة» حين تردنا إلى الصواب .. ليتنا نعي