تشكل السرعة، وفاعلية الإجراء المضاد، والشفافية، أبرز عوامل نجاح التدابير الحكومية في مواجهة الأمراض والأوبئة والطوارئ الصحية، وبفضلها تختبر الدول نجاعة الخطط، وإمكانات القوى البشرية، وقدرتها على إدارة الأزمة، مثلما تختبر كفاءة مؤسساتها وجاهزيتها، خصوصاً في الظروف الاستثنائية، كالتي نعيشها اليوم، مع تفاقم خطر فيروس «كورونا» الجديد «كوفيد 19»، عالمياً.
ماذا حدث لدينا في شأن «كورونا»، منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة، في الدولة، في أواخر يناير الماضي ، حتى قرار مجلس أبوظبي الرياضي، الجمعة، بإلغاء المرحلتين الأخيرتين من طواف الإمارات للدراجات الهوائية، بعد تقصي إصابة حالتين بين المشاركين؟
أولاً: الشفافية الكاملة، كانت نهجاً أساسياً واضحاً، عند اكتشاف أول إصابة، ثم الإجراء السريع بالحجر الصحي، والعلاج، وبادرت الأجهزة الصحية بتزويد مستمر للمعلومات والتطورات كافة، المتعلقة بحالة الدولة من خريطة انتشار الفيروس، إلى جانب التعاون الإقليمي والدولي في متابعة الحدث، الأكثر أهمية في العالم، منذ مطلع العام، وهو ما كان محل تنويه وإشادة من منظمة الصحة العالمية.
ثانياً: موقعنا الجغرافي، بالقرب من دول يتفشى فيها الفيروس، لم يرفع حالات الإصابة، على نحو مقلق، لعاملين أساسيين، أولهما وقف الرحلات مع إيران التي توفي فيها أكثر من 43 شخصاً، بسبب الفيروس، وثانيهما، كفاءة التقصي الوبائي في الإمارات، وهذا أيضاً كان ملاحظاً منذ بداية انتشار المرض.
ثالثاً: فاعلية الإجراءات المضادة ساهمت إلى حد كبير في منع تفاقم الإصابات، والسيطرة على «كوفيد 19» في الحدود والمستويات المطلوبة حتى الآن في الدولة، وقد نوهت بذلك صحيفة «أشيا تايمز» التي تصدر من هونج كونغ، حيث قالت قبل أيام: إن «تعامل الإمارات مع الفيروس، جاء على نحو مثالي، وكان على الدول الآسيوية انتهاجه، منذ بداية تفشي الفيروس».
رابعاً: طواف الإمارات للدراجات الهوائية حدث رياضي عالمي بارز، لم نتردد في إلغاء مرحلتيه الأخيرتين احترازاً من الأسوأ، عند اكتشاف إصابتين بين المشاركين، وتبع ذلك، بسرعة استثنائية حجر صحي بفندقين في جزيرة ياس، وإجراء الفحوصات الطبية على المشاركين، للتأكد من محدودية الانتشار، وكان ملحوظاً أن وسائل الإعلام الرسمية في الدولة شكلت المصدر الأول للأخبار المتصلة بالحدث، بسبب انتقال المعلومات وسرعة وصولها من الأجهزة الصحية في الدولة.
أبعد من ذلك أيضاً، تتيح الإمارات انسيابية المعلومات المتوافرة محلياً إلى منظمة الصحة العالمية، وتتعاون إقليمياً ودولياً في جهود المتابعة ومحاصرة الفيروس والتعاطي مع توابعه، إضافة إلى حملات توعية مستمرة ومكثفة للوقاية والعلاج، ما يجعلنا أكثر اطمئناناً وثقة في مواجهة تطورات المرض في قادم الأيام.