عددنا في مقالة سابقة أهم المكتسبات التي جناها منتخب الإمارات بعد فوزه على أوزبكستان وانتزاع الصدارة منها والذهاب إلى نهائيات آسيا 2011 بالدوحة في وضعية مثالية تعطينا ثقة في النفس من أجل تحقيق الأهداف التي نريدها من المشاركة.. واليوم أتوقف عند بعض المكتسبات دون غيرها حيث أرى لها أهمية كبيرة في إطار حملة تحسين المستوى التي يسعى إليها المدرب كاتانيتش.. ولعل أهمها من وجهة نظري تكمن في إعطاء الفرصة الكاملة لنخبة من اللاعبين الشباب أمثال أحمد خليل وسلطان برغش وسعيد الكثيري إضافة إلى الفرصة التي أخذها المدافع حمدان الكمالي ومن قبله المهاجم محمد الشحي وأيضاً المدافع وليد عباس.. هذه النخبة من الوجوه الشابة الجديدة أثبتت مقدرتها على التفاعل مع المنتخب بصورة رائعة.. وكانت أشبه بمفاجأة سارة للمدرب قبل أن تكون مفاجأة لنا.. أقول ذلك لأن المدرب في وقت من الأوقات كان قد مر بمرحلة من افتقاد الثقة بالعناصر الجديدة لدرجة أنه راح يبحث مرة أخرى عن الوجوه القديمة التي أعتقد أنها أدت دورها على أحسن ما يكون في حدود مقدرتها. وأهمية هذه العناصر الجديدة كما رأيناها في موقعة طشقند أنها تمثل الجديد لكرة الإمارات الأكثر تعلماً وجدية ومهارة والأكثر جرأة ونشاطاً وديناميكية بحكم السن والتربية الكروية الجديدة.. لو راجعت معي الفترة التي لعب فيها الثالوث خليل وبرغش والكثيري ستجد تغيراً كبيراً في شكل الأداء وحركة الفريق.. ولو تذكرون الهدف الذي جاء منه الفوز ستشعرون أنها حالة جديدة للمرة الأولى نشاهدها في عهد كاتانيتش على الأقل.. الهدف جاء من هجمة مرتدة اتسمت بالسرعة الشديدة.. التمريرة لخليل في اليمين كانت متقنة جداً واستغلها خليل بقوته الجسمانية ومهارته وسرعته.. وعندما عكس الكرة وجد لاعبين مساندين ينظران في قلب المنطقة وهما برغش الذي سجل بإصرار وكان قريباً منه الكثيري أيضاً.. وقناعتي أن هذا بمثابة تطور جديد في الهجمة الإماراتية المرتدة.. ففي السابق لم يكن لدينا المقدرة على التحول السريع بهذه العددية.. كان الذي يملك الكرة يكون في أغلب الأمر وحيداً يبحث عن زميل فلا يجد.. وأما أن يعتمد على نفسه وحيداً فتضيع وأما أن ينتظر حتى يأتي زملاؤه.. وتفقد الهجمة المرتدة قيمتها حينذاك.. وتسألني ماهو السبب في ذلك أقول لك قدرات اللاعبين الشباب الذين دفع بهم المدرب في المقام الأول.. فهم يمتلكون اللياقة والمهم الجرأة.. إضافة إلى السرعة والمهارة. ومن المهم الآن أن يدرك المدرب الذي ذكر أكثر من مرة أنه في حالة معالجة العيوب الدفاعية ومن ثم سينطلق بعد ذلك للوسط ثم الهجوم.. ليسمح لنا أن نقول إننا لا نفهم هذه التجزئة.. بل نفهم أن الفريق كله يكون في حالة دفاع عندما يفقد الكرة ويكون في حالة هجوم عندما يستردها.. نحن لا نستوعب التطوير بالقطعة.. ثم أن لاعبينا خاضوا تجارب كثيرة مع مدربين سابقين أرادوا أن يقنعونا بذلك فلم نقتنع وفشلوا.. منتخب الإمارات يحب الكرة الهجومية وينجح فيها.. الكرة الهجومية النابعة من قوة دفاعية كتنظيم يعتمد في المقام الأول على التوازن والوسطية. آخر الكلام أتفق مع المدرب أننا لانزال في حاجة إلى عمل كثير.. وأختلف مع الذين أسرفوا في المديح بعد الفوز على الأوزبكي.. كرتنا حتى الآن باستثناء الجملة الذي جاء منها هدف الفوز لاتزال كلاسيكية وبطيئة وتقليدية.. ونحن نسعى إلى أفضل من ذلك بكثير والكرة في الفترة المقبلة في ملعب المدرب الذي سيحصل على ما يريده من وقت حتى تظهر بصماته أكثر وضوحاً.