فاجأتنا عودة البرد، بعد أن بعنا ملابسنا الشتوية كما هو المثل الشعبي القديم، غير أن المطر جميل والشتاء رائع خصوصا أن صيفنا طويل، ممل وحار يجعلنا ننزع فطريا إلى الهجرة نحو الشمال بحثا عن طقس ألطف فنرحل بعيدا، ونقطع آلاف الكيلومترات كالطيور المهاجرة! غير إنني وجدت نفسي قبل أيام مضطرة إلى السفر أو الهجرة بحثا عن العلاج، الله يحفظنا جميعا، بعد أن تفلسف الأطباء عندنا وكل واحد منهم نظر وفسر وحلل ليخلص إلى نتيجة واحدة، وهي أنه لابد من إجراء العملية، وطبعا لأن تجاربي السابقة جعلتني لا أثق بالعمليات، ولا بالأطباء في بلادنا، فقد ذهبت لأخذ رأي طبيب من خارج البلاد، وحمدت الله وشكرته وضحكت عندما أعطاني الطبيب وصفة بها بضعة أقراص وأدوية، بل إنه ليس هناك مدعاة للقلق! مسألة العلاج في المستشفيات المحلية كثر الحديث عنها، وليس هناك ضوء في نهاية النفق من أجل تحسين الخدمات العلاجية، الدولة لم تقصر في شيء وتسعى دائما إلى الأفضل ومن أجل تطوير الخدمات في كل القطاعات، غير أن التطوير يطال البنية التحتية والتجهيزات والمباني والأجهزة الطبية المتقدمة، لكن كيف يمكن الحصول على الطواقم الطبية التي لديها الضمير والأمانة، بل والعلم والخبرة لتؤدي عملها على شكل أكمل. كيف يمكن الحصول على طواقم بشرية قادرة على فهم المرض، على التشخيص قبل العلاج، على معرفة استخدام الأجهزة الحديثة التي توفرها الدولة في المستشفيات، بل وعلى أخذ مسألة العمل في هذا القطاع الحيوي مأخذ الجد والعلم وليس الهواية والتجارب والمحاولات العمياء، وتعلم الحلاقة في رؤوس المجانين كما يقول المثل أيضا! لست الوحيدة التي تلجأ إلى العلاج في الخارج فمن يزور إدارة العلاج في الخارج التابعة لهيئة الصحة في أبوظبي؛ سيعرف عدد المرضى الذين يلجؤون إلى طلب العلاج في الخارج، لا شك أن الصحة تقدم ما في وسعها، ولن نتحدث عن السلبيات التي قد تظهر في هذه الإدارة أو غيرها لأن بعض السلبيات تأتي مع العمل، وليس هناك كمال في أي أداء، غير أن مسألة البحث عن العلاج في الخارج تحتاج إلى وقفة وتفكير، وربما بحث عن الحلول فكيف يمكن أن تسجل الدولة أرقاما في تزايد السياحة العلاجية المحلية، في حين يسافر المواطنون إلى العلاج في الخارج! لابد أن هناك حلقة مفقودة، شيء ما غير صحيح، هل هو فقدان الثقة؟ أم أنه فعلا سوء في الكوادر الطبية والخدمات الصحية! bewaice@gmail.com