اللغة العربية في الازدحام
من أكثر الأمور التي تدعو إلى الضحك أو الشفقة أو التندر هي تلك الأصوات التي تخرج من بعض العرب في هجير الازدحام سواء في الأسواق أو الطرقات، حيث يضيع الحديث باللغة العربية وسط هذا الكم الهائل من الجنسيات المختلفة، حتى تتذكر أبيات القصيدة التي تقول: وكأن العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان·
تماماً هذا ما يحصل عند الاختناقات في الشوارع والدروب والطرقات، يأتي الصوت العربي عجيبا وسط أصوات من كل الجنسيات وبما أن المؤسسات المختلفة وحتى الحكومية منها أخذت تهتم بالأجنبي أكثر من العربي فإن كل شيء سائر نحو خدمته، حتى ضاعت اللغة العربية·
هذه الأزمات التي صنعها نفر من المستفيدين من هذا البلد والتاركين له مشاكله السكانية واختلال تركيبته والغوص في ازدحام الطرقات والدروب وتهديد الناس أو المواطنين في أرزاقهم وأعمالهم ثم سلب هويتهم العربية وظهور الخطر ماثلاً حتى عند أولئك الذين لم يستمعوا يوماً إلى أصوات المخلصين لهذا الوطن والحريصين على أمنه ومستقبله، وهذا ما تؤكده بعض الوثائق والكتابات المختلفة عبر النشرات والمجلات للشباب الذين حذروا من هذا اليوم في أزمنة ماضية عبر النشرات الصغيرة والكتابات الجادة التي ماتت أو تم قتلها أو تجاهلها، كانت من المخلصين والذين يرون أن صورة هذا الوطن سوف تكون على ما هي عليه الآن ولكنها اي تلك الأصوات ضاعت تماماً مثل هذه الأصوات التي تنادي الآن بالخطر الكبير الذي يهدد اللغة العربية الآن والذي ينظر له البعض من الذين لا يهمهم أمر هذا الوطن ولا شيء غير مصالحهم الذاتية وعندما يقع الفأس في الرأس سوف ينتقلون إلى مكان آخر خلف ما جمعوه من مال وثروة أو بنوه من مواقع أخرى هنا أو هناك، وهذا ليس بالجديد في منطقة الخليج العربي والإمارات على وجه الخصوص، فقد رحل البعض خلف أمواله وثروته وما أسسه في بريطانيا وغيرها من البلاد، وكلنا يعلم أن مثل هؤلاء حتى أبناؤهم لم يعلموهم اللغة العربية لأنهم بطبيعة الحال ليست بالضرورة لديهم حيث يكفي أن تكون ثروتهم أو ما جمعوه من هذا البلد هي عبرتهم أو عبارتهم التي حملتهم من هذه الضفة الى الأخرى لبناء ذواتهم والسلام·· وبعدها ليكن موطنهم حيث ثروتهم·
إن مثل هذه النغمة والدعوات التي نراها ونشاهد ظهورها سواء في وزارة التربية والتعليم والتي كان يجب أن تكون الحصن الأول للدفاع عن اللغة العربية وهذا الوطن بتعزيز الجانب الوطني والتركيز على التربية الوطنية، في ظل هذا الاختلال في التركيبة السكانية وتهديد الوجود العربي فيها ولكنها للأسف هي من تقلص الاهتمام باللغة العربية وهي المباشرة في هدم أركان هذه اللغة في المدارس وما الاستعانة بالخبراء الأجانب لوضع سياسة التعليم سواء واحدة من الخطوات التي تؤمن أن هؤلاء الأجانب هم أعلم واحرص على ما يجب أن يتعلمه أبناء العرب!! وقد ظهرت ملامح الأفكار هذه التي يمكن السير عليها واضحة وهي بالتأكيد أقول الاهتمام للغة العربية والتركيز على اللغة الإنجليزية وما النفي من هذا وذاك في هذه المؤسسة سواء مناورة ودفع بعيداً تأثير أصوات المناشدين والخائفين على مستقبل اللغة العربية عن أن تصل الى مستويات اجتماعية مؤثرة، حيث إن مثل هؤلاء الساعين خلف واقع جديد يهدم اللغة في المؤسسات الاجتماعية والمجتمع لا تعنيهم العربية أو أي شيء عن ما يسمى بالوطن أو الوطن العربي وأمنه القومي حيث نجدهم يهتمون بذواتهم ورضا هذا المسؤول أو ذاك، وهذا ما تؤكده التصريحات والتصرفات المتناقضة وحسب تأثير الصدى المرتد من الجهات المؤثرة في المجتمع! ولعل أكثر عجباً ومدعاة للاهتمام هو أن تهان اللغة العربية حتى في المجلس الوطني حيث يقال إن أحد الأعضاء لا يخاطب الناس الا باللغة الإنجليزية إمعاناً في عدم أهمية اللغة العربية أو تحقيرها بينما يقول البعض إن ذلك العضو لا يتكلم اللغة العربية أو لا يجيدها أصلاً، وان اختياره أو انتخابه مقدمة للنوعية المطلوبة والذي بالتأكيد لن يدافع عن العربية!!
بينما همس إليّ أحدهم بأن من قدم هذا العضو الذي لا يتحدث إلا باللغة الإنجليزية يعلم انه كذلك ولكن رشح كمثال للمطلوب السير عليه مستقبلاً حيث يجب الاهتمام باللغة الإنجليزية، بينما اللغة العربية يجب أن تأفل في الصحاري والبراري والذي يدعو لها عليه أن يرحل خلف ''البوشي'' بعيداً عن السواحل عندما نتحدث بهذه الحرقة والخوف على اللغة العربية لأننا نلمس الواقع اليوم وما يطرح من البعض وكذلك بعض المؤسسات الخاصة والحكومية التي تستكثر أن ترسل حتى رسائلها القصيرة باللغة العربية هذه أصواتنا هل يمكن أن تمر أو تحجب هي الأخرى!!
العنوان البريدي:
Ibrahim_Mubarak@hotmail.com