حرائق صيف..!
ارتفعت مؤخرا أعداد حوادث الحريق بصورة ملفتة للأنظار، ولا سيما في المناطق الصناعية سواء في الشارقة أو دبي، وقد كان أكبرها الحريق الهائل الذي التهم مؤخرا مصنعا للأثاث في صناعية الشارقة، التي شهدت أمس الأول أيضا حريق ''كرفانات'' ابتلع عددا من السيارات المتوقفة أمام الموقع، وكاد أن يؤدي الى كارثة لولا العناية الإلهية، وجهود رجال الدفاع التي حالت دون امتداده الى البنايات السكنية المجاورة· وقبل ذلك قضى حريق هائل على ''كرفانات'' تأوي نحو 200عامل في منطقة سيح السديرة بأبوظبي، ولم يتسبب في خسائر بشرية فقد كان غالبية العمال في أعمالهم وقت اندلاع الحريق·ولعل أكثر هذه الحوادث ماسأوية الحريق الذي قضى في دبي على فتاة باكستانية واصاب زميلات لها إثر قيام كفيلهن الآسيوي بإغلاق الشقة عليهن من الخارج مما حال دون انقاذهن ·
إن الجهود الكبيرة التي تقوم بها ادارات الدفاع المدني، والامكانيات المتوافرة لها غير خافية على أحد، مما يساعدها على سرعة الوصول الى مواقع الحوادث، ولكن العامل المشترك الذي يستشف من غالبية هذه الحوادث الجهل والاهمال ووجود قطع كهربائية رديئة التصنيع والمواصفات، وخاصة في الحوادث المنزلية· أما تلك التي تقع في المناطق الصناعية والتجارية فتحقيقات ادارات الدفاع المدني كفيلة بإجلاء الحقيقة حولها، وتوضيح الملابسات المتعلقة بها، فيما اذا كانت لها صلة بمواسم الجرد أو إنها حرائق صيف تداخل فيها الاهمال مع ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام·
أعود لأؤكد على موضوع الحملات التفتيشية للدفاع المدني، والتي يجب أن تكثف، فبعض المنشآت وأصحاب البنايات لا يكترثون بأدنى متطلبات الأمن والسلامة بعد أن طغى التفكير التجاري عليهم وسيطر على اهتماماتهم، وتجد في العديد من هذه الأمكنة - وتحديدا التي تحوي وتعتمد في أعمالها على مواد سريعة الاشتعال - تجاوزات ومخالفات تتطلب حزما وردعا من قبل الدفاع المدني الذي عودنا دوما على اليقظة العالية والجاهزية الكاملة، والله نسأل السلامة للجميع·