تتخذ القوة الناعمة وتتمظهر في صور وأشكال متعددة، إلا أنها بالنسبة للإمارات تنطلق من قواعد ثابتة وقيم راسخة تقوم على حب الخير وإسعاد الناس في مختلف المجتمعات دون تمييز للون أو عرق أو معتقد.. قيم سامية حدد ملامحها ومعالمها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وواصلت النهج والمنهاج ذاته القيادة الرشيدة التي جعلت من الإمارات قبلة أنظار العالم، حيث تتجه أنظار شباب العالم وتهفو قلوبهم للعمل والعيش فيها.
وتمضي الإمارات في بناء جسور التفاهم والتعاون بين الشعوب والثقافات والحضارات انطلاقاً من قيم التسامح واحترام الآخر في مختلف المجالات والميادين.. تعاون وتفاهم يصب في صالح نماء المجتمعات والأوطان وبما يخدم الأمن والاستقرار والسلم العالمي في نهاية المطاف، وهي الغاية السامية التي تتضافر معها جهود المجتمع الدولي من أجل عالم أفضل للإنسانية.
قيم تمثل نقاط إشعاع للعالم تبدد معها ظلمات الانغلاق والغلو والتحجر والتطرف الذي تقتات منه الجماعات الإرهابية أعداء الحياة الذين يتربصون للانقضاض على كل ما هو جميل في حياتنا.
كما أن هذا النهج صاغ مفتاح تربع أبناء الإمارات واسم الإمارات في قلوب الملايين في مختلف أنحاء العالم وبلدانهم التي ترحب بهم من دون تأشيرة دخول مسبقة، وأصبح معه جواز السفر الإماراتي الأقوى عالمياً.
اليوم عندما يصوت 55 ألف شخص من انتماءات عرقية وثقافية مختلفة في 87 دولة وبعد إجراء أكثر من ألف مقابلة مع خبراء ومختصين، ويجمعون على الإمارات وعلى أنها الأولى في الشرق الأوسط والثامنة عشرة عالمياً في مؤشر القوة الناعمة، فإنما يؤكد ذلك نجاعة النهج وسلامة الغاية التي جعلت من اسم الإمارات قرين ورديف كل جميل وخيّر، وهو ثمرة جهود «مجلس القوة الناعمة» الذي أعلنه في أبريل 2017 فارس المبادرات والطموح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للعمل على «تعزيز سمعة الدولة إقليمياً وعالمياً وترسيخ احترامها ومحبتها بين شعوب العالم ورسم السياسة العامة واستراتيجية القوة الناعمة للدولة» وأطلق معه استراتيجية نقطف ثمارها اليوم.
جهود ومبادرات متكاملة تحظى بتقدير شعوب العالم في كل مكان، وستظل الإمارات واحة للخير والمحبة في قلوب الخيرين.