عندما يخرج الجزيرة حامل لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة، من ربع النهائي بالستة أمام الوحدة، ثم يخسر العين أمام النصر، ويسقط الوصل في فخ الشارقة، ويخرج الشباب على يد الإمارات الذي سقط لاحقاً أمام حتاً. وعندما يسقط «فخر أبوظبي» بالستة، والوصل بالأربعة في ليلة غريبة عجيبة، فهذا يعني أن كرة الإمارات تعيش أجواء متقلبة، على صعيد نتائج الفرق في كل البطولات، ومن يولع في الدوري يخفت في كأس رئيس الدولة، ومن بدأ قوياً في كأس الخليج العربي، انهار في الدوري، وما بين مدربين مفنشين، وآخرين مطرودين، ولاعبين منتقلين، وآخرين زعلانين وكروت ملونة في معظم المباريات، وغرامات ومضاربات في بعض المباريات، فهذا يضع أكثر من إشارة استفهام حول ما يحدث للكرة الإماراتية، التي لم تتعود على مثل هذه الممارسات، وإن كنت لا أنفيها مطلقاً. نعم أن تخسر فهو أمر وارد، ولكن أن تسقط بالستة، وأنت حامل اللقب، ومتصدر الدوري، فهذه تحتاج ما هو أكثر من مجرد وصفها بـ«كبوة جواد»، وعندما يخرج وصيفه صاحب الانتصارات التسعة بالدوري، والمستقر إدارياً وفنياً أمام ضيفه الشارقة، الذي يمر بمرحلة انعدام الوزن، بعد تفنيش مدربه دونيس، واستبداله ببيسيرو الذي لعب أول مبارياته مدرباً، وكان كبيراً بإهدائه الفوز لدونيس، لأنه لن يستطيع صناعة الفارق في يوم أو اثنين، وأن الفوز هو من بصمات دونيس أيضاً، ولكن سقوط الوصل والجزيرة والعين والشباب والأهلي، يقودنا للتساؤل حول مدى تركيز الأندية على كل البطولات، أو قدرتها على التعامل مع الحرب على جبهات عدة بفرقة يفترض أنها محترفة ومجهزة للعب تحت ضغوط الجدول والزمن. بالتأكيد مبروك للنصر وحتا والوحدة والشارقة، فهم تأهلوا لأنهم يستأهلون، وبالتأكيد ندخل عام 2017، وسط مفاجآت من كل صنف ولون، إن كان على صعيد الانتقالات أو التغييرات في الوجوه أو التفنيشات، أو الخلافات على القرارات التحكيمية، مع إصرار من اتحاد اللعبة على المزيد من الشفافية والعدالة، من خلال الحوكمة وقوننة تحركات اللاعبين وراتبهم ومصروفات الأندية، وأتمنى أن تصل الحوكمة لعلاقة الأندية والاتحاد بالإعلام، ووضع كل الأمور على الطاولة من كل الأطراف المعنية، فالشفافية وحدها هي الكفيلة بالارتقاء بكرة الإمارات نحو ما تستحقه من طموحات.