متحدون في الرؤية والطموح والمبتغى (1)
في البدء كان التحدي، وفي البدء كان التصدي، وفي البدء توارت الصحراء القاحلة، خلف عشب الطموحات الكبيرة، وبلغت الأمنيات مواقع النجوم، واستطاعت الإمارات بفضل الخيِّرين والمخلصين والصادقين والجادين، أن تهيئ من أمرها رشدها، وأن تسطر معاني القوة والشجاعة، والوفاء للإنسان، وتحقق نجاحات عالية الجودة، في جميع المجالات، بدءاً من التعليم وانتهاء بالخدمات الصحية وغيرها.
اليوم، وبعد أن انطلقت استراتيجية 2011 -2013 تتسع حدقة الطموحات، وتشرع التطلعات نوافذها، والدعوة الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى توحيد الجهود ورص الصفوف، والتأكيد على تقاسم مشاريع التنمية بين الوزارات الاتحادية والحكومات المحلية، لهذا الثابت الحقيقي، اللا متحول أبداً، في صناعة الوطن الواحد، وفي صياغة منظومة اجتماعية وثقافية، وخدماتية تنهض بالوطن الواحد، وتسير به بعيداً باتجاه الأفق الأبعد، وتحقق ما يصبو إليه كل مواطن، وما يريده الإنسان على أرضنا.. فالتجربة الوحدوية الفريدة التي حققها وطننا، والتي لم يسبق أن حدثت في التاريخ الحديث، تعتبر القيمة الحقيقية التي يجب أن تتوجه إليها الأنظار، والتي يجب أن يتم من خلالها تطبيق الاستراتيجية الجديدة للحكومة.. وما من قوة للدولة الاتحادية، وصمود وتحدٍ إلا بالاعتناء بقيم الأسرة المتماسكة، المتشربة من مبادئ وقيم مجتمعنا النبيلة، المتساقية من نظم انساق حياة الناس، الذين عاشوا وبنوا، وأسسوا، ونظروا إلى المستقبل على أنه جزء لا يتجزأ من الحاضر، وأنه مرتبط بمشيمة الماضي.
ويأتي حديث سموه عن التحديات وما يحفها من صدمات، ليؤكد أن صعود المجد لا يأتي معبداً مرصوفاً بالسجادات الملساء، دائماً لابد من تقبل العقبات، بل ومواجهتها بإصرار وعزيمة صلبة لا تلين ولا تستكين، ومن حق المواطن أن يأخذ الأسبقية في تحقيق طموحاته، كما أن من واجبه أن يتحمل المسؤوليات الجِسام، وأن يأخذ على عاتقه صيانة حقوق المجتمع، وحمايتها من أي زلل أو خلل.. فالمشاريع العظام تحتاج إلى رجال عظام أشداء، رابطي الجأش، لا تخبو لهم إرادة. ولا تنكسر قدرتهم، بل إن الواجب أن يضع المواطن نصب عينيه، أهمية أن يظل الوطن في حمايته ورعايته، وعنايته، أما الاتكالية فهي التي تعيد المجتمعات إلى الوراء.. خلاصة القول، إن الاستراتيجية الجديدة هي استراتيجية وطن، وعلى كل مواطن ألا ينتظر من غيره أن يقوم بدوره، فالدور منوط به، وإليه تعود الفائدة، ومنه وفيه وبه ينهض الوطن ويرتقي، وتتحقق آماله وأمنياته.. زمن التقاعس والتقاعد، ولى واندثر، وعلى الجميع تقع المسؤولية.