- الفنان «علي الجاك»، ما هكذا يودع الإنسان أشياءه وأمكنته وأصدقاءه، ما هكذا الرحيل من دون صخب، ربما طبيعتك الإنسانية الحساسة هي من أملت عليك ذاك الرحيل بهدوء وسكينة، ومن دون أن يترك قبلاً للأصدقاء، غاب ذاك الفنان السوداني الذي عشق الإمارات، فأحبه أهلها، كان رقيقاً مثل نسمة هواء باردة، كان صديق المجمع الثقافي في أبوظبي، صديق اتحاد الكتاب في الشارقة، وصديق الجميع في مدن الإمارات المختلفة، بالأمس فقدناه نحن في الإمارات قبل السودان، فقدنا إنساناً رائعاً، ومثقفاً عربياً جديراً بالحرقة والبكاء حدّ الدمع، شرفت أنه صمم لي غلافي كتاب «منتعلاً الملح.. وكفّاه رماد»، وكتاب «لليل طائره.. وللنهار المسافات»، لذلك الإنسان النقي الرحمة، ولروحه الطاهرة الراحة والسكون الأبدي.
- ما أكثر الناصحين والأطباء والمهندسين والصحفيين والمداوين بالأعشاب والطب البديل وباعثي الطاقة الإيجابية، والمخططين الاستراتيجيين والمستشرفين، و«المحجمين يوم الأربعاء»، ومطوري الذات، والطباخين في وسائل التواصل الاجتماعي، خلطة عجيبة غريبة، والكل ينعت لك دواء، من وجع في الخاصرة إلى عقد نفسية مترسبة في اللاشعور، إلى الترفيه عن النفس، إلى تطوير الذات، إلى دقّ الزار، إلى أطيب أكلة منغولية، كل شيء عندهم له حل، لكنهم غوغاء، لا أحد يحاسبهم إن أخطأوا، ولكنهم يكافأون إن صح التنجيم، لا أدري لماذا أشعر أنهم كلهم صناعة صينية مضروبة بـ«الكورونا»!
- هندي كان قدامي نمشي نحو المسجد، فجلست زوجته على الكرسي، وقبل أن يدخل المسجد، أعطى زوجته أشياءه، لكني دهشت كيف قبّض زوجته هاتفه النقال، حتى كدت أفزع منه، وتذكرت بأثر رجعي كيف يصهلنّ زوجاتنا العربيات إن نسينا هواتفنا من العجلة، وكيف تبدو علينا أعراض نسيان النقال في المنزل الخالي من أحد إلا الزوجة، من ارتفاع شديد في الحرارة، واضطراب في المعدة، وبوادر تعرق، وسخونة في الرقبة من الخلف، والشك بهشاشة عظام مبكرة، فكدت أشفق على الهندي، لكن أعجبتني بصراحة ثقته بنفسه، وقلت في خاطري: «إما أنّه تقي، نقي، وإمّا أنه هندي بامتياز»!
- «ليس أطيب من الرغيف في الريف»، و«لا أجمل من الظل في الصيف»، و«لا أحسن من السفر في الخريف»، و«لا أفضل في المدرسة من أن تكون في فصلك عريفاً»، نصائح يقدمها واحد مهنته «تطوير الذات»!
- يُقَال إن الصيف هو الحل لـ«كورونا».. بينما كنت أعتقد أن «كورونا» هي الحل في الصيف!