منذ زمن والأزمة في الرياضات الجماعية، أنكى وأشد من الكرة، وكنا نصرخ دوماً بأن جل الاهتمام يذهب للساحرة المستديرة باعتبارها الأكثر شعبية، ورغم ذلك لم نحقق في الكرة شيئاً، وفي غيرها اتسعت الهوة، وبقي الأمر أكبر من الاهتمام، وأخشى أن الثقب اتسع ولم يعد ممكناً أن نرقعه في يوم وليلة.
نجم الكرة الطائرة عبدالله رجب، أخذنا من جرح الكرة إلى جرح جديد، بتصريحات تكشف واقع اللعبة، الذي هو ربما واقع الألعاب الجماعية الأخرى، وكيف أن أهلها من النجوم المواطنين أصحاب البصمة، باتوا خارج المنظومة، بينما معظم من يديرون المشهد في ألعابهم ليسوا من أهلها، والاعتماد أصبح على المدرب الأجنبي، والمحصلة ليست في حاجة إلى بيان، فالغياب هو العنوان.
ما يحدث ليس علامة استفهام على الإطلاق، لكننا اعتدنا أن نطلق هذا التعبير، حين لا نريد الخوض في التفاصيل، أو حين لا نريد أن نعلن الحرب أو نهاجم.. علامة الاستفهام تكون موجودة عندما يكون هناك سؤال، أما حين تكون كل الإجابات خاطئة، فالأمر واحد من اثنين: إما أن من يدير لا يعرف وتلك مصيبة، أو أنه يعرف جيداً لكنه يريد هذا العبث، وتلك المصيبة الكبرى.
فتشوا في نتائج الطائرة والسلة واليد، وأخبروني أي إنجاز حققه الأجانب، ولماذا خرج المدرب المواطن من الحسابات، وبينهم - كما أكد رجب- أكثر من عنبري ومن مهدي علي.. بينهم من يستطيع ومن يرى التفريط في النجوم، ولا يدري على من يلقي باللوم.
أنا لست أدري ما الذي يحدث، ولماذا تتكرر السيناريوهات غالباً في كل لعبة بشكل يبدو كأنه ممنهج، ولماذا إقصاء أهل اللعبات عما برعوا فيه، وهل تعي الأندية أنها بتقديمها لمرشحين في انتخابات الاتحادات ليسوا من أهل الاختصاص إنما يؤثر على المنتخب وعلى حضورها هي نفسها في البطولات والفعاليات، أم أن الأمر تسوده المجاملات؟
ما الذنب الذي اقترفه عبدالله رجب، وغيره من الكوادر التي ذكرها مثل عبدالله الواحدي وخالد الجسمي وسعيد خلف والعاجل، ليصبحوا خارج دائرة الاختيار، وإلى من يعود القرار.. هل نختار الأجنبي لحاجة فنية، وهل حقق الغرض الذي استقدمناه من أجله، وهل «الخواجة» أفضل من أبنائنا.. كلها تساؤلات أخشى أن تظل بلا إجابة، لأن المعنى في «بطن النادي».

** كلمة أخيرة:
شاعر الحي لا يطربه.. لكن كيف إن كان الغرباء لا يحسنون الكتابة؟!