12-12-2012.. في هذا التاريخ أفاق البحر على لحن وفن، وتغاريد النوارس، وهي ترفرف بأجنحة الفرح، وتهدهد ظهر الموجة بحبور وسرور، مستبشرة بانطلاق مراكب الحياة، مسهبة مسترسلة في النشيد.
موانئ الحقيقة، تزخر بعنفوان الطموح، والأمنيات التي لا تحدها آفاق ولا أحداق، هي أشواق المحبين، الصادقين المخلصين المتفانين من أجلك يا وطن، من أجل المراكب المشتاقة للسفر الطويل، من أجل الموانئ المحدقة في عيون النوارس، في جباه القادمين من فضاءات النهار، المجندلين بشغف المجللين بأشجار الدنف، وهذا الميناء يحمل في المعنى حقائب سفر، وحكايات البشر، ونمارق مصفوفة كأنها الدرر، وزرابي مبثوثة كأنها بث القدر، وأحلام بلألأة النجوم وضياء القمر، وخيال يتسع راحة الكون الفسيح، وما بطُن وما ظهر، وفكر تنمو أعشابه بخيلاء القادر المقتدر، وزمن يلون وجهه بألوان الطيف وسُحر السَّحر، ونهار يكحل رموشه بإثمد من أعطى وبذل وجاهد واجتهد وأمطر، وأثمر وزخرف الشجر، وجهد من جهيد النبلاء، أسفر وأنور، وطوّر وعمّر المكان والزمان، بالأمان والثقة وبالحب والاطمئنان.
في هذا التاريخ، يكتب التاريخ عن التاريخ، ويفرد صفحاته للّواعج والمهج، وما أسفر عنه النهج، من نجاح وفلاح وصلاح، وما أنتجته الأيادي البيضاء، من إنجاز فيه الإعجاز وفيه دهشة الظفر، بعد عمل دؤوب وطول سفر، بعد حبر وخبر بعد عمر، هو المداد للعطاء، هو السداد والاعتداد والامتداد، هو العماد لصناعة مجد الإمارات وعز شعبها، وفخر الناس المحبين بهذا الصرح الباهر في رسوخه، المذهل في شموخه.
12-12-2012.. تاريخ يخلِّد ويجدِّد العهد والوعد، ويرد النشيد عالياً أن بحار الإمارات موانئ لمراكب ومناكب، وسواكب وسحائب وذوائب، بحار الإمارات رئات ومرآة ومرساة، لكل حاطب في حقول الود، وكل حادب في فصول السِّد، الإمارات دوماً وبفضل قيادتها الرشيدة، ميناء أمان، ومرسى اطمئنان، وحاضنة الحق والحقيقة في تبيين وبيان.
12-12-2012.. تاريخ لميناء خليفة، زمن الإمارات المزهر، بمراكب العطاء والسخاء، والانتماء إلى عالم فضاءاته مفتوحة، لا تغلِّفها ضغائن، ولا تكدِّرها محائن، ولا تعيقها كذبة شائن..
هذا التاريخ، تاريخ لميناء، وكتاب يفتح صفحاته لقراءة ملحمة العالم بعيون مبصرة، وقلوب عامرة، وعقول مزدهرة، بقوة الإيمان وصرامة القيم، وصلابة المبادئ.
ميناء خليفة.. ميناء لمراكب الأجيال، هو مرسى لأحلامهم وطموحاتهم.


marafea@emi.ae