يوم الأربعاء لم يكن يوم فرق الإمارات وممثليها في البطولة الآسيوية، بداية من مباراة الوصل مع الجوية العراقي، والذي خسر مباراته على ملعبه وبين جماهيره، التي لم تخذله ولكنه خذلها وخذلنا جميعاً فكان الفريق غريباً في كل شيء، وأغرب حتى في إضاعة الفرص السهلة بصورة أكثر غرابة· كانت بدايتنا الآسيوية مخيبة للآمال، ولم نشأ إلا أن نصعب الأمور على أنفسنا وكأننا كتب علينا الشقاء والمعاناة بأيدينا وكأننا نريد أن نجهز على أنفسنا مبكراً، ثم نحاول اللحاق بركب المنافسة من عنق الزجاجة وبعد أن تطير الطيور بأرزاقها ونندم يومها على اللبن المسكوب· بالأمس تنازلنا عن زمام المبادرة للآخرين ولم نظهر بالشكل الذي يسمح بترشيحنا للتأهل وكيف نرشح للتأهل ونحن خاسرون على ملعبنا وبين جماهيرنا؟ نتيجة مباراة ممثلنا الثاني فريق الوحدة كانت الأمر علينا وعلى كرة الإمارات وكانت الأسوأ للفريق الذي كان بالأمس قاب قوسين من الفوز بالبطولة الآسيوية الاخيرة، وسؤالنا هل هذا هو بطل الأمس وهل هذا هو الوحدة الذي نعرف؟ لقد استسلمنا مبكرا، وكأننا نريد أن نسلم الراية من أول جولة، وكأننا نعلن عن أنفسنا كأول المغادرين للبطولة وكأنها هَمْ وكابوس علينا لا نريد مواجهته بل نستعجل الخلاص منه بأسرع ما يكون لنعود إلى همنا الأكبر ألا وهو البطولة المحلية وهذا دليل على أن نظرتنا ومنطقنا مقلوبان رأساً على عقب· دعونا نعترف بأن الوحدة لم يعد العدة للبطولة الآسيوية، وهناك الكثير من علامات الاستفهام على وضع الفريق وجاهزيته لمسناها في البطولة المحلية وتأكدت لنا في مباراة الأمس ولابد من مراجعة الحسابات بصورة دقيقة ومواجهة المشكلة الحقيقية للفريق قبل خوض المباراة الثانية والتي قد تكون أصعب من التي جرت هناك في سوريا وخسرها الوحدة بنتيجة ثقيلة وظهر فيها تائهاً وضلَّ طريق المرمى تماماً وانكشف دفاعياً بصورة غريبة سهلت للأشقاء زيادة غلتهم من الأهداف وأعطتهم نتيجة لم يكونوا يحلمون بها ولم يتوقعوها ولم يتوقعها أكثر المتفائلين منهم وهي نتيجة ثقيلة لم يتوقعها أكثر المتشائمين منا· وإن كان يوم الأربعاء الآسيوي يوم صدمة كبيرة للكرة الإماراتية، إلا أن صدمتنا الأكبر كانت في تصريحات مدير الفريق الوحداوي واسطوانته المشروخة وتهجمه على التحكيم بدون مبرر وغابت الروح الرياضية عن هذا التصريح· وبدا الأخ عبدالله صالح وكأنه يصرح عن مباراة محلية أو كأنه شاهد مباراة أخرى غير التي شاهدناها جميعاً وتابعناها معه فظهر وكأنه أكثر توهاناً من الفريق ويبدو أن الصدمة قد أثرت عليه فلم يجد من الكلمات ما يبرر به الهزيمة الثقيلة سوى الهجوم على التحكيم الذي كان أكثر من موفق بشهادة الجميع، إلا الأخ عبدالله وكأنه يطبق سياسة الهجوم خير وسيلة للدفاع ولكن هذا الهجوم لم يكن في محله وأثبت أن مشكلة الوحدة ليست فقط داخل الملعب بل هي في كل مكان خارجه·