حين تبدأ الصباحات الضبابية موسمها على طرقات أبوظبي ترتفع وتيرة الخوف من حوادث مميتة قد يسببها هذا الضباب، ولأن الأمور نعرفها بالتجربة فقد مررنا بسلاسل من الحوادث الضخمة حتى أنها سجلت في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، مثل حادث غنتوت والسمحة وشارع الإمارات ودبي العابر وغيرها من الحوادث التي لم تعد تخفى على أحد. الشوارع تحت الضباب تكون ملبدة بالترقب والخوف، ومع ذلك تأتي سيارات مسرعة من خلفك، إشاراتها الضوئية تنعكس على حبيبات الماء العالقة بين السماء والأرض، وصوتها كهدير جبار، تسمعه قبل أن ترى السيارة المنطلقة كصاروخ دون اعتراف من صاحبها بسوء الأحوال الجوية، بل ربما كان يتندر على سائقي السيارات الآخرين لأنهم يقودون بحذر. تحت الضباب أيضا، يبدو الدرب طويلاً جداً لمن يقود لمسافة قصيرة، فكيف بمن يقود بحذر لأكثر من 130 كيلومترا قادما من دبي أو العين، مثل هؤلاء الزملاء يحتاجون لتفهم من إدارات العمل، ولنص قانوني يسمح لهم بالتأخر لساعة أو اثنتين أيام الضباب والظروف الجوية السيئة. مثلهم أيضا أطفال المدارس، فبرغم أن هذه الأيام هي إجازتهم بعد نهاية الفصل الأول لكن موسم الضباب لا ينتهي بعد أسبوع، وهو الأمر الذي يحتاج لتأخير يومهم الدراسي لساعتين أثناء هذا الموسم، وكذلك حافلات النقل العام والمواصلات التي يفترض أن تتغير مواعيد حركتها لتتلاءم مع ظروف الضباب. هناك أيضا الشاحنات التي صدر قانون يمنعها من استعمال الشوارع في أيام الضباب، وفي هذه الفترة من العام نحتاج إلى حرص ودقة في تطبيق هذا القانون، وليته يشمل الحافلات أيضا ليعفينا من خسائر الأرواح بسبب تحركاتها أثناء الضباب. أيام الضباب التي تزور أرضنا هذه الفترة تحتاج لوعي مروري كبير، وعي يصل للشباب عبر الوسائل التي يستعملونها يوميا، عبر الراديو بمختلف إذاعاته، وعبر الهواتف المتحركة، والبلاك بيري والآي فون، وكذلك الصحف والتلفزيون. الوصول إلى أكبر شريحة من مستعملي الشوارع أثناء الضباب يساهم في السيطرة على حركة المرور وكبح جماح حوادث الضباب البسيطة أو تلك البليغة الضخمة، كما أنه يخلق وعيا مروريا يمكن أن يغير طريقة تعامل الناس مع الظواهر الطبيعية. هناك إرشادات للقيادة من بينها نصيحة خاصة لأوقات الضباب تنشرها وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني، سيكون من الجميل جدا أن تمرر عبر أجهزة البلاك بيري أو ترسل لإدارات المؤسسات والشركات لتعميمها على الموظفين، لأنها ستساهم بلا شك في نشر الوعي المروري وبالتالي تؤدي دورا مهما في التخفيض من حوادث الضباب. موسم الضباب الذي يعود هذه الأيام، يحتاج منا لكثير من الحرص والانتباه، ولمزيد من الحذر وكذلك لوعي مروري ولتفهم إداري من جهات العمل، كي يمضي هذا الموسم بسلام ودون أن نخسر فيه أرواحا غالية تساهم في رفعة الوطن.