لم يمض وقت طويل على احتفالنا مع دول العالم «بيوم الطفل»، وها هي الكرة تعود، لكن من زاوية أخرى، عبر المؤتمر الخامس للقوى العالمية الافتراضية، الذي عقد في أبوظبي، ويهدف إلى تعزيز التعاون في بناء شراكة دولية فعالة، بما يعزز من حماية الأطفال، من المخاطر في شتى بقاع الأرض. الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية أكد اهتمام الدولة بالطفولة، ودعا للمضي قدماً في استكمال الجهود لحماية هذه الفئة من المجتمع، مؤكداً حرص القيادة على الطفل، وان كانت دعوة سموه تحمل صفة الكونية في مثل هذه الفعالية، للاهتمام بالطفل في دول العالم، إلا أنها موجهه في المقام الأول، لمجتمعنا المحلي، ودعوه للأسر للقيام بدورها الحقيقي، تجاه أبناءها، حيث تعتبر الطفولة مرحلة أساسية في عمر الإنسان، وتبقى لأحداثها آثار واضحة على بقية عمره. وترتبط الطفولة بشكل رئيسي، بواقع البيئة الاجتماعي، والاقتصادي، وظروفها السياسية، وينشأ الطفل على القيم التي يوفرها له المجتمع، من خلال قنواته المتوافرة في البيت، والمدرسة والشارع، والإذاعة، والتلفزيون، وحديثا الهواتف، وشبكات الأنترنيت ما جعل الأمر أصعب بكثير، عن ما كانت عليه التربية، قبل عقدين من الزمان، وبات الأمر يتطلب جهودا أكبر في الرعاية، من قبل الأسرة في المقام الأول، يليها المدرسة، ومؤسسات المجتمع المحلي. برنامج «افتح يا سمسم أبوابك..» مثلاً، يعيد ذاكرتنا لتلك الأيام الجميلة، كان برنامج أطفال هادف من إنتاج مؤسسه الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي، التي انطلقت العام 1979، وكان باكورة إنتاجها هذا البرنامج، الذي استقطب عدد هائل من أطفال الخليج، والعالم العربي، لا بل، حتى الكبار، وقد أثرت شخصيات البرنامج بشكل كبير على الأطفال، لما كان يحويه البرنامج من أفكار هادفه ، ساهمت في تطوير فكر الطفل، بشكل إيجابي، وأثرت على سلوكه، وحياته الشخصية. كان أسلوبه سهل، في تقديم المعلومة للطفل، بقالب مشوق، وغرس بعض المفاهيم والمعلومات الأولية، مثل الحروف والكلمات المستخدمة في الحياة اليومية، وطرق استخدام الأرقام والعد، والسلوك الإيجابي كالتعاون، والتسامح، والعطف، وحب الجيران، واحترام الكبير، إلى ذلك تصوير الناس والمناطق الجميلة في البلدان العربية، والحيوانات، والألعاب التي تشد الأطفال. وعلى الرغم من أن فكرة البرنامج مقلدة لبرنامج أميركي، إلا أنها تبقى تجربة رائعة.. كان لها وقعها على أطفالنا، ونتمنى أن تتكرر التجربة في برامج هادفه تخصص لأطفالنا، في عالم ضاعت فيه البوصلة وسط كم هائل من مناهل المعرفة، اختلط فيها الغث بالسمين، في ظل اضمحلال دور الأسرة، فضلاً عن وسائل الاتصال التي باتت متعدده، ويصعب السيطرة عليها، تحت مظلة ندرة الأعمال المخصصة للطفل، ما يجعل أطفالنا يكتسبون مفاهيم، وسلوكيات بعيدة عن قيمنا، وعاداتنا ولعل ذلك في حد ذاته بمثابة دعوه للجهات المعنية، بتبني مبادرات خلاقه، تغطي هذا المجال، في ظل توجيهات القيادة للاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع وحرصها على إعدادها بصفتها عدة الحاضر وعتاد المستقبل. jameelrafee@admedia.ae