قرأنا في الروايات والقصص القديمة «الأسطورية» في قديم الزمان، تلك التي كانت دائماً تدور حول المعارك الحاسمة، التي تجمع بين أفضل الفرسان وأقواهم، أو بين أسياد الأمم في مبارزة خاصة بينهم فمن ينتصر على الآخر، يعلن الخاسر انسحابه وخسارته للمعركة، ولطالما كانت هذه المبارزة تشمل الأقوى والأبرز بين الصفوف، صاحب البطولات الملحمية والقصص البطولية باعتباره أحد أفضل الفرسان وأشجعهم ومن ينتصر سيخضع له الجميع.
الليلة.. يخوض مانشستر سيتي تحدياً ملحمياً جديداً باعتبار أنه سيواجه أبرز الفرسان في سباق دوري أبطال أوروبا، وسيتي لا يخوض هذه المعركة في أرض محايدة، بل على أرض المنافس «غول» دوري الأبطال ريال مدريد الإسباني، صاحب الرصيد الأكبر في عدد الألقاب بـ13 لقباً، وأربعة ألقاب في آخر 6 مواسم.
يخوض السيتي اختباراً صعباً بلاشك، ويسعى للمنافسة على لقب دوري الأبطال والحصول عليه، وذلك لما يمتلكه من مقومات تأتي أولها في تواجد المدرب المحنك بيب جوارديولا وتشكيلة مميزة من أفضل لاعبي العالم، الذين يرون أن لقب دوري الأبطال حان موعده الآن، في ظل الابتعاد الكبير لليفربول في صدارة الدوري الإنجليزي.
وإذا ما أراد بيب وفرسانه إخضاع دوري الأبطال وأنديته لابد له أن يتخطى الصراع الأوروبي الكبير، الذي أثبت تحت قيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان أنه لا يقهر، بعد تحقيقه ثلاثة ألقاب متتالية في ثلاثة مواسم أدار فيها فريقه، ولينجح القمر السماوي في مهمته الصعبة يجب عليه أن ينجح في المبارزة الأولى التي سيكون مسرحها سانتياجو برنابيو، ليضمن بذلك تحقيق نتيجة إيجابية يحملها معه لمسرح الاتحاد.
الفريقان يتواجهان في ظروف مختلفة على مستوى الغيابات والاستحقاقات المقبلة، الريال يستضيف السيتي ويفكر في «الكلاسيكو» والصدارة، بينما السيتي يزور إسبانيا ويفكر أيضاً في أول ألقاب الموسم في نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة، وما بين الدوري الإسباني وكأس الرابطة تبقى أهمية البطولة الأوروبية التي يحلم بها الجميع، فمن يفوز سيعطي مؤشرات كبيرة لهيمنته الأوروبية وتهديده لبقية المنافسين. جوارديولا ونجاحه أمام الريال يقف عائقاً أمام قوة زيدان في دوري الأبطال فمن سيستطيع الانتصار في المبارزة الأولى ليكسب المعركة؟