طواف الإمارات حدث كبير وضخم، نستضيفه ضمن سلسلة متواصلة من الأحداث الرياضية العالمية، وتأتي لترسخ مكانة الدولة وسمعتها الطيبة في استضافة أهم الأحداث، حيث كرم الضيافة الذي نستمده من موروثنا الغني، ولعل الثقة الدولية في قدرة الإمارات على استضافة مثل هذه الأحداث، هي سبب كافٍ، لكي يكون طواف الإمارات هو السباق العالمي الوحيد في الشرق الأوسط، الذي يقام ضمن أجندة سباقات الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية.
جهود هائلة مبذولة من الجهات المنظمة للحدث، هنا تتواجد كوكبة متميزة من المنظمين من مجلسي أبوظبي ودبي الرياضيين، وهنا مشاركة مهمة وحضور مهم لاتحاد الإمارات للدراجات، وكذلك تواجد فعال لممثلي الشركات الراعية للحدث، كلهم يساهمون في إخراج الحدث الكبير في أبهى حلة.
طواف الإمارات هو حدث رياضي بامتياز، وعندما نتحدث عن الرياضة، فلاشك تتجه أذهاننا إلى الهيئة العامة للرياضة المظلة العليا للرياضة في الدولة، وإلى اللجنة الأولمبية الجهة التي تتبع لها كل الاتحادات الرياضية، والغريب أننا شهدنا غياباً ملحوظاً لهاتين الجهتين عن الطواف مادياً ومعنوياً.
طواف الإمارات الذي أقيمت مرحلته الثانية أمس، في أحضان طبيعة حتا الخلابة، ووسط جبالها الشامخة غاب كذلك عن منصات التواصل الاجتماعي في هاتين الجهتين، ولم تشر أي من هذه المنصات إلى أن الدولة تستضيف طوافاً بهذا الحجم من قريب ولا من بعيد، وكأن الأمر لا يعنيها، وليس من صميم عملها واختصاصها.
البعض يلقون باللائمة في تراجع الرياضة في الدولة إلى المجالس الرياضية، ويعتبر البعض أنها سحبت البساط من الهيئة واللجنة الأولمبية، ولكن تخيلوا كيف سيكون حال رياضتنا من دون هذه المجالس، فقد نجحت بامتياز في سد الفراغ الرياضي الهائل، وهي بما تقوم به من أنشطة، من خلال استضافة الأحداث الكبرى، والإشراف على الفعاليات، وتنظيم المؤتمرات والندوات والملتقيات والمنتديات، أصبحت تمثل الوجه المشرق لرياضتنا، في ظل غياب شبه تام من أكبر جهتين رياضيتين في الدولة.
حضر الطواف العالمي إلى طرقات الدولة، وأصبحنا وجهة العالم في رياضة الدراجات، وتسابق الدراجون في مساراتهم، كما شاركوا في الترويج للدولة، من خلال حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، تحدثوا عن السباق، وعن السياحة في الإمارات، وعن النهضة الشاملة التي تعيشها، وهذه إحدى الثمار التي نقطفها من استضافة سباق بهذا الحجم، وهو الحدث الذي شهد حضوراً دولياً كبيراً، وتنافساً رياضياً مثيراً، ولكن غابت عنه أهم وأكبر جهتين رياضيتين، فعسى المانع خيراً.