الحاجة إلى الخادمة باتت اليوم ضرورة، لا غنى عنها، بل حتى وجود خادمة واحدة، لا يكفي للعمل لدى الأسر، نظراً لاقتحام المرأة المواطنة ميادين العمل، وأصبحت تحتاج إلى خادمة أو أكثر لإدارة شؤون البيت في ظل غيابها، ومعدل تلك الحاجة يرتفع بارتفاع عدد أفراد الأسرة، الأمر الذي يجعل المتطلبات الخدمية أكبر والحاجة ملحة.. لعله من نافلة القول إن قضية الخادمات والاحتياج الشديد لهن، أصبح لا غنى عنه للبـيت الإماراتي، أو المجتمع الخليجي ككل، بل إن وجـود خادمــة واحدة، أصبح لا يكفي للعمل، لدى عائلة كبيرة، على الرغم من ارتفاع أجورهن، الذي أصبح غير معقول، في ظل الطلب الشديد عليهن، حتى بات هناك اسـتغلال لهـذه الحاجة من قبل بعض المكاتب والوسطاء العاملين في هذا المجال. وبطبيعة الحال لأن لكل حالة أو حدث، إفرازاته الإيجابية والسلبية، فقد أفرزت هذه الظاهرة العديد من السلبيات انعكست على الأسر، ما بين طول فترة انتظار استقدام الخادمة، ومطابقة قدراتها، ومهاراتها، للعمل الذي جاءت لتقوم به، فكثيراً ما يأتي الواقع مختلفاً ومخالفاً لما جاء في طلب الاستقدام، فأحياناً تستقدم العاملة على أنها طباخة، والواقع يقول إنها لا تعرف من الطبخ إلا الأكل، والأكل فقط، ما يدفع ربة المنزل للرضاء بالمقسوم، أو الانتظار لفترة أخرى لقدوم عاملة جديدة تنطبق عليها المواصفات المطلوبة، وقد لا تأتي، فترضخ صاغرة لتعليمها ألف باء الطبخ. وأخرى تأتى على أنها سائقة، في حين أنها تحتاج إلى سنة لتعلم القيادة، ما يدفع صاحب المنزل للرضوخ لتحمل نفقات تعليمها قيادة السيارة حتى الحصول على رخصة قيادة، وتلك التي جاءت مربية وهي لا تعرف كيفية العناية بالأطفال، وغيرها من الحكايات الكثيرة التي تقع تحت عنوان «مضحك مبك».. لكن بالمقابل هناك عينات تطابق المواصفات، لكنها قليلة قياساً بالأعداد المستقدمة من خدم المنازل. وتبدأ الأزمة عندما تشعر العاملة بأن الأسرة بحاجة إلى بعد تعليمها، وتدريبها، والصبر عليها، فتبدأ باختلاق المشاكل، التي قد تصمت عنها الأسرة نظراً لحاجتها لها وللحفاظ على حالة الاستقرار، ثم تبدأ بالحديث عن وفاة أحد أفراد أسرتها ما يجعل ربة المنزل تتعاطف معها خاصة أن سيدات مجتمعنا عاطفيات لدرجة السذاجة وتغدق عليها بالهدايا والمال لإرساله لأهلها المكلومين بسبب فقد عزيز عليهم، في هذه الأثناء تكون تعرفت إلى أحدهم الذي قد يعدها بعمل أفضل وراتب أكبر، وربما أشياء أخرى لا نعلمها.. وربما يكون المكتب أو الوسيط ضالعاً فيها... وللحديث بقية.. jameelrafee@admedia.ae