الثاني من ديسمبر.. ابتسامة القدر، واحتفال الشجر بالقمر، وصورة مُثلى لالتفاف البشر على كلمة سواء، ونقطة آخر السطر، وجملة شعرية قافيتها أحلام كالزهر، تمر على القلوب بعبق الزمان المزدهر، ولون الفرح، وأشجان بثمر، يزخرف التاريخ بمنجز أحلى من الشهد وأجمل من السحر.
الثاني من ديسمبر، قصيدة على لسان الطير، مرصعة بموجة ونجمة، كأنها الدهر، والتضاريس ترفل بتحنان وأغصان، وأفنان وأشجان، وألوان وأكوان، وإنسان تزيَّن بالحب ونور الدرب، ورجاحة الخصب، وقوة الصخب، ونبوغ الشذب، وبلوغ الحدب، وصوغ من صياغات الربيع الجميل.
الثاني من ديسمبر، هو شوق النوق، وتوق البروق، لاحتمالات النهوض المؤزر، بقافلة ونافلة، وحافلة وراحلة، تحمل على كاهلها أحلام غد، وتسرج خيول الوقت لأجل أسئلة تفتح الأحداق، وترفع الأعناق، وتنضج الأشواق، وتضيء الآفاق بقناديل ومواويل، وتمضي بالهوى لعشاق أدنفوا بالرمل، وتجاوزوا حدود القُبل، بالأمل ساروا على أجنحة الطير مرفرفين، مهفهفين، شادين لأجل وطن يضع أقدامه على سجادة النشوء والارتقاء، ويرتقي بالناس مرتباً الأشواق بالنون والقلم وأحسن الكَلِم، وسورة الناس والفلق، بشيمة الأوفياء، وشكيمة النبلاء، وقيمة الذين يعشبون الأحلام، بالماء والنماء، ويرفدون الفكرة بعبرة ونبرة، وخبرة، ويذهبون بعيداً.. بعيداً، مرتوين من أعين الجياد الصاهلة، منتشين من نخب الذروة القصوى، مزنجلين بخلاخيل الانتماء الأصيل، لقيم وقامات، ورؤية ورايات، وصبوة وصبابات، ونخوة وكبرياء الصحراء.
الثاني من ديسمبر، يوم رفع النشيد عالياً، ليعلو هامات النجوم، ويباهي الكواكب ويرفع المناكب، ويدر السواكب، ويحفظ المواكب، ويفضي إلى مدار بسوار من ذهب، يفضي إلى أطوار وأدوار وأقدار وأسرار، وأسوار وحوار، يجدل أشواق المحبين بخيوط الحرير، ويجزل في العطاء كغيث السماء، ويسكب في الأفئدة رحيق الوطن الكامن في النفوس.
الثاني من ديسمبر، الأبد المتجدد المتمدد، في الأمد اللا متحدد، الواعد المتعهد، بمدٍ وودٍ وسد، ووعد وعهد، وجد وصد، ورد السارب في تلافيف وغضون، وعيون وفنون، المحتفي دوماً بالجود والإجادة، والتميز والفرادة بالقوة والإرادة بالحب لقيادة وسيادة وريادة.
الثاني من ديسمبر، لحظة اليقظة، وومضة اللمضة، وخطوة اتسعت بعدها الخطوات، بحثيث ونثيث، حتى أصبح الزمن يحسب أيامه، وأرقامه، وأحلامه، بما تجود به أنهار الوطن من عذوبة القطر، ورفيف المطر.



marafea@emi.ae