هكذا نحن، وهكذا كل ما فينا.. نجري هرولة صوب كل ما هو عربي.. قلوبنا هي الدرب، والأشقاء يمشون في الشرايين.. نحب كل العرب.. نشاطرهم أحلامنا وابتساماتنا، ونسعد إن كنا سبباً في سعادتهم.
هذه المشاعر تعمل بها قناتنا أبوظبي الرياضية، التي استوعبت رؤية الوطن، ورؤية القيادة، فانطلقت في كل صوب عربي، تشارك - إن أتيحت لها الفرصة- بكل ما تستطيع من إمكانات ومشاعر وكلمات، لتحول أية فعالية عربية إلى عرس وإلى حدث للتاريخ.
في كأس السوبر المصري الأخير، وبعيداً عما شهده من أحداث، قدمت أبوظبي الرياضية بقيادة الزميل يعقوب السعدي، ما لا يمكن أن يصل إليه تصور إعلام مصر نفسها.. خصصت قناة للمباراة، وصنعت عشرات الأفلام الوثائقية والتقارير، وقدمت مصر كما لم يرها أحد.. مصر الحقيقية التي لم يعد بعض من أهلها يدركون قدرها جيداً.
قدمت أبوظبي كل ذلك، بحياد تحسد عليه، وتغطية شاملة جامعة مانعة، حولت معها البرامج إلى «أفلام هوليودية» لا تملها، وانطلقت في شوارع مصر، تلون الحياة بلون أثير، واستضافت من هنا ومن هناك، ووازنت في تغطيتها بين الأحمر والأبيض إلى أقصى درجة، وكانت تغطيتها مثار إعجاب الملايين من المحيط إلى الخليج، وتركت للمصريين إرثاً تليفزيونياً يسوق ويروج لمصر الحقيقية التي عادت شمسها الذهب.. مصر التي قدمتها في عدة تقارير تقطر عذوبة ورقة، كنا نبكي أحياناً ونحن نشاهدها شوقاً إليها وحباً لها.
نفس الشيء فعلته أبوظبي منذ أشهر قليلة مع الديربي المغربي بين الرجاء والوداد البيضاوي وقدمت المغرب المشرقة لشعبها، وفعلته منذ فترة في السوبر السوداني بين الهلال والمريخ، واستكشفت السودان الجميل، وفي دوري أبطال العرب، كانت أبوظبي حاضرة بالحب وبعين من يريد الخير للعرب، ويبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس، وفي كأس الخليج، وفي كل مناسبة يطل منها الحلم العربي.
تلك هي أبوظبي الرياضية العربية، وهذا هو يعقوب السعدي الذي يشرق في حضرة كل ما هو عربي.. يعقوب الذي استحق عن جدارة أن يتوج كل عام فارساً للإعلام العربي.. أدرك ومن معه أن أبوظبي الرياضية مرآة لأبوظبي.. مرآة لوجهها الصبوح وقلبها البريء وانحيازها العربي الذي لا يقبل التأويل، فعكست هذا الوجه، وأسعدت كل العرب، وتحملت في سبيل ذلك أحياناً انتقادات الصغار، لأنها تعلم أن ذلك قدر الكبار.

كلمة أخيرة:
أحياناً يكفيك أن ترضى.. الرضا ثمن غالٍ للنجاح