حين يفرح الوطن
يفرح هذه الأيام الوطن بأبنائه ويحق لكل من عاش على هذه الأرض وتنسم هواءها ونهل من معين عطائها، أن يعيش أيام الفرح هذه وتقر عيناه بتلك الصور البهية من ألوان السعادة التي تغمر النفس والروح وتتلألأ بأنوار القلب.
يعيش أبناء الوطن لحظات تاريخية تتجسد عاماً بعد عام لتبلغ عيدها الحادي والأربعين لاجتماع الكلمة ولم الشمل والقول الفصل في البناء والعطاء.
يفرح الجميع مسطرين بحروف الوفاء ملاحم الآباء والأجداد، مفتخرين بما وصلوا إليه من رخاء وسعادة يحسدهم القاصي والداني، ويقدرون الرواد من الجيل الماضي من الآباء والأجداد، الذين بذلوا كل ما لديهم، وتحملوا شظف العيش، ليوصلوا لنا ثمرة يانعة، مستمرة ومتواصلة الأُكل، نقطفها مستذكرين تلك الأيادي وقد شمرت عن السواعد السُمر في أشد الظروف المناخية صعوبة، صحراء قاحلة، وقد باتت واحات من الخضرة على امتداد الوطن.. لم أصدق ما رأته عيناي، وأنا أطير في أجواء أبوظبي للمرة الأولى عام 1999، واحة تبدو كبساط أخضر بديع، على الرغم من مشاهدتي لها عبر التلفزيون من قبل، ولكن الواقع أحياناً أجمل وأبهى من أن ترصده عدسة تصوير، أو أن تنقله كلمات أو صفحات، أو ترسمه لوحات، ويبقى هذا الواقع اللوحة الأكثر صدقاً وبهاءً. وبقيت ما بين الشعور بالدهشة مما تنقله عيناي من جمال وروعة، وشعور بالإعجاب بلوحة أشبه بالحلم، الإمارات اللوحة الأولى، التي متعت ناظري ببهائها، فقرّت عيناي بها، وصارت وطناً أسكن فيه ويسكن فيّ، أحن إليه، ولو قصر السفر. الانطباع الأول الذي مازال ينعش الذاكرة والقلب كلما ذكرت الإمارات وأخبارها، تلك اللحظات المتداخلة من أنواع الشعور، لا تنسى وتكاد لا توصف، فبالرغم من أن لهيب أكتوبر استقبلني فور ولوجي أول فضاء خارجي في حياتي، غشيتني سكينة وطمأنينة، أثلجتا صدري، لأشعر بأنني قد وجدت الوطن، وقد عدت للزمن.
? سليمان جوادي:
ليس لي وطن غير هذا الوطن
ليس لي وطن غير هذا الذي
ينبت الحب فيه
وتنتشر الأغنيات
غير هذا الذي يكثر العشق فيه
وتزدهر الأمنيات
ليس لي وطن غير هذا الذي
في دمائي سكن
ليس لي جزر غير هذي التي اتخذت
أضلعي موعداً للمحن
آه يا جسدي
أنا غارقة في هوى وطني للأذن
أنا عاشقة ولدت قبل أن يستفيق الزمن
Esmaiel.Hasan@admedia.ae