الكثير من المناسبات الجميلة عاشها جيلنا وهو يمضي قدما في طريقه في هذه الحياة، بالذات في مرحلة المراهقة وعنفوان الشباب وبداية التألق الفكري والوجداني. ولعل أجمل اللحظات والذكريات تلك التي تبادلنا فيها نحن مجموعة من الشباب الحالم بمستقبل مبهر لدولته هموم الوطن، وكيفية بذل كل فرد في المجتمع جهده وإخلاصه لرفعة وطنه في جميع المناسبات بعيدا عن المصالح الفردية. أفتخر بأن أكون واحدا ممن سنحت لهم الظروف والفرصة بأن يمثل الإمارات في العديد من المحافل الدولية والقارية والعربية في مجال الرياضة، سواء عندما كنت لاعبا في صفوف منتخبنا الوطني لكرة الطاولة أو من خلال تواجدي في هذه المناسبات بصفتي صحفيا وإعلاميا ينقل الحدث من الخارج إلى الوطن. والحقيقة أن أجمل الذكريات والصور التي احتفظ بها في ذاكرتي وأستعيدها عندما أريد أن أشحذ الهمم وأرفع هامات الطموحات، هي تلك الأيام والأوقات الجميلة التي كانت فيها أيامي وأوقاتي منصبة من أجل الوطن. في جلسة نقاش جمعتني مع مجموعة من المثقفين والأدباء تناولنا فيها العديد من المواضيع التي تهم الوطن الذي عاش ويعيش فرحة مرور 40 عاما على قيام دولة الاتحاد، طرح خلالها العديد من الأسئلة والأبعاد كان من بينها سؤال يقول من هو الإنسان المنتج والإيجابي في هذا الوطن؟ الرد كان سريعا في بداية طرح السؤال وهو كل من يقوم بعمل كبير أو صغير هو إنسان منتج في هذا الوطن. حتى المرأة في منزلها وهي تربي وتسهر على راحة أطفالها، وتبث فيهم روح الانتماء الوطني هي إنسان منتج، لكن ثمة أشخاصا كانت لهم إسهامات كبيرة في بناء مجتمع الإمارات بالذات في مرحلة التأسيس من خلال العمل التطوعي في مختلف المجالات منها الثقافي والمسرحي والفني والرياضي والسياسي والاقتصادي وقطاع التعليم، حيث تشكل من خلال إسهاماتهم المجتمع المدني في الدولة، هؤلاء النخبة من الرجال والنساء يستحقون منا التقدير والاحترام وأن نذكرهم في كل مناسباتنا الوطنية بأن نطلق شوارع بأسمائهم على سبيل المثال أو طابعا بريديا يخلد ذكراهم ويحفظ تاريخهم، من هؤلاء الأشخاص الأستاذة الفاضلة روضة المطوع، التي غادرت دنيانا قبل سنتين تقريبا فقد أسهمت في كثير من المجالات لاسيما في التعليم، في مرحلة تعتبر من أبرز مراحل التعليم في الدولة من خلال تدريسها في بداية الأمر ومن ثم إدارتها لعدد من المدارس، ومن ثم نشاطها الملحوظ والطليعي في نشاطات المرأة الإماراتية، أتذكر جيدا وأنا طفل صغير في المرحلة الابتدائية كيف كانت تبث فينا الأستاذة روضة المطوع شلالات الطموح، وكيف كانت تغذي فينا روح الانتماء لهذا الوطن، وكيف كانت تبعث فينا مع كل يوم مدرسي جديد المستقبل المشرق لدولتنا، وأننا في يوم من الأيام سنصبح أحد المساهمين في بناء دولتنا الحبيبة، رحم الله روضة المطوع كانت بمثابة الأم والمدرسة وكل ما هو جميل سكن قلوبنا وترسخ في ذاكرتنا. إبراهيم العسم