منذ أن وطأت قدماه «أبوظبي للإعلام»، وهو يدرك في قرارة نفسه أنه أمام أهم وأقوى تحدٍ يخوضه في حياته، فهو جاء في ظل أوضاع معقدة تعيشها المنطقة، وفي ظل حالة تنافس شرسة ومفتوحة بين جميع وسائل الإعلام بمختلف ميولها، وفي مرحلة التواصل السريعة، والتي ترمي خلفها كل من لا يواكبها، ومع إرث كبير يحمل أضخم هيئات إعلامية تجتمع تحت مظلة مؤسسة إدارية ومالية واستراتيجية واحدة، من صحف ومجلات وشبكة قنوات تلفزيونية وإذاعية وغيرها، كان الحلم كبيراً، وكانت الأهداف عميقة، ولأنه رجل رياضي في المقام الأول يحبها وينتمي إليها ويحن إليها ويتابعها بشغف، كان لنا نحن نصيب وافر من اهتمامه. أتحدث طبعاً عن محمد المحمود رئيس مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام»، الذي نهل من مدرسة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، نائب رئيس المجلس التنفيذي في كيفية تصويب الأهداف والتفكير خارج الصندوق وتحويل الأحلام إلى واقع نعيشه اليوم، فكان إطلاق العديد من المبادرات التي غيرت معالم الإعلامي المحلي، وبالأمس عشنا حدثاً جديداً حمل بُعداً رياضياً تمثل بجائزة اللؤلؤة للصحافة الرياضية، فهي واحدة من أهم القرارات التي مكنت «جريدتنا» أن تقف مع أكبر وأعظم الصحف الرياضية في العالم، لتفرض وجودها أمامها لتقييم أعمال كبار الصحفيين العالميين الذين أشعلوا الكرة الأرضية بمواضيعهم ومواقفهم وكلمتهم الحرة، بالأمس عشنا إحد أحلام «المحمود» الذي أدخلنا إلى عالم جديد لم نعتد عليه، وجمعنا مع كل أصحاب الأقلام المبدعة، فشاهدنا دموع الصحفي الشاب الغاني «أناماي»، وضحكة الصحفي المخضرم الأيرلندي «ماجي»، والذي يعتبر أقدم زميل صحفي في العالم، والذي بدأ بتغطية بطولات العالم منذ ستينيات القرن الماضي، في هذه الجائزة لم تكن الأجواء معتادة والفقرات مكررة، واللجان بأسماء مستهلكة بل كانوا من ضمن أفضل فريق صحفي في هذه المهنة، فتجمعوا من كل الجنسيات ومن مختلف المدارس الصحفية، وبأسلوب إعلامي متفرد من كل جهة أو مؤسسة على مستوى العالم، فالاحتكاك بهم والتواصل معهم هما من أهم الأهداف التي ستخرجنا من القوقعة الإقليمية إلى صحافة تواكب الطريقة الجديدة في العالم المتغير. كلمة أخيرة هي مؤسسة عريقة قدمت لإعلام المنطقة عمالقتها وأساطيرها، فجعلت أجمل أحلام كل المنافسين أن ينضموا إليها!